حياة بلا المسيح

حياة بلا مسيح
________________________________________
ملكة إنجلترا الشهيرة (أليزابيث الأولي) التي جلست على عرش إنجلترا منذ عام 1558م إلى عام 1603م أي حوالي 45 سنة. وعاش في عصرها الزاهر الشاعر والأديب ذائع الصيت وليام شكسبير.
هذه الملكة تعبر عن حالتها البائسة اليائسة قائلة: لا يوجد إنسان واحد أستطيع أن أضع ثقتي فيه، فها أنا بائسة ووحيدة" وتقول أيضا "لقدت تعبت من الحياة التي لا تستطيع أن تعطي شبعا للنفس أو سعادة"
[Royal Anecdotes P.242]
هذا هو لسان حال ملوك كثيرين رغم عظمتهم وشهرتهم وغناهم ورفاهية حياتهم، إلا أنهم نظير هذه الملكة الشهيرة بائسون ويائسون وتعساء. وذلك لسبب جوهري هو أن حياتهم خالية من المسيح.
ولكن ما أروع ما وصلت إليه الملكة أليزابيث هذه، فنراها وكأني بها قد اختبرت وجود المسيح في حياتها إذ نسمعها تقول في تسليم حياتها بالكامل للرب: "أنا لا أخاف الموت، فالكل يفنى ويزول ... وكم أشكر الله الذي وهبني النعمة، حتى أنه لا يضيرني شيء، حتى لو طردت من مملكتي بثياب البيت، فإني مستعدة أن أحيا برضا في أي بقعة من مملكة المسيح"
وقالت أيضا: "إني مستعدة أن أضع حياتي ومملكتي للرب"
بل إن من أروع ما قالته في صيغة شعرية هذه الكلمات التالية:
Christ willed it and spake itAnd thankfully blessed and brake it And as the sacred word doth make it So I believe in it and take it My life to give therefore In earth to live no more [Ibid P. 238,239]
أضع أمامك يا عزيزي القارئ هذا المثال لملكة عظيمة في التاريخ، وخاصة التاريخ الإنجليزي المعروف بعظمته، لكي نرى كيف أن الإنسان حتى لو كان من الملوك فهو تعيس وبائس عندما تخلو حياته من المسيح، وكم يصبح لحياته معنى وتمتلئ بالرضا والسعادة عندما يكون المسيح هو هدفه الأسمى، عندئذ لا يهمه موت أو حياة، كرامة أو مهانة، فهو سيحيا سعيدا بالرب الذي يملأ قلبه في أي بقعة من الأرض، وفي أي وضع من الأوضاع.
طلبتي إلى الرب أن يمتعنا جميعا بهذه النعمة الغنية ولا يحرم أحدا منها. بشفاعة العذراء مريم والأنبا أبرآم وصلوات صاحب القداسة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث، دامت حياته ذخرا لنا وللكنيسة جمعاء. آمين.