قصة اعجبتنى........

لما كنت طفلة في السادسة من عمري ... كنت أخاف من الثعبان ... من الفأر ... من أعاصير الشتاء ومن الظلام ... أتذكر ظلمة الليل والأمطار التي تلحق بالرعد والبرق حيث كانت حدة صوتها توقظني من نومي في فزع وكانت الأمطار تدق على نافذة حجرتي بانتظام وبوتيرة واحدة .. واغصان الأشجار خارج البيت تصدر أصواتا مزعجة نتيجة دفع الرياح لها
كنت استلقي في فراشي وينتابني الفزع وتخنقني الدموع ... ولكني - بعد تفكير- كنت أطرح عني غطاء الفراش ... وأمشي على أطراف أصابع قدمي ثم ادخل بهدوء شديد إلى حيث غرفة أبي وأمي... وبحرص شديد كنت أدلف بينهما أضع رأسي المتعبة على الوسادة بينهما حيث اجد الآمان والطمأنينة ... هنا يأتيني صوت أبي " ماذا بك يا إبنتي " ؟ فيأتيه جوابي " أبدا يا أبي إني أشعر بالخوف من الزوابع وأنا وحيدة في غرفتي " ... ويبقى أبي صامتا ... ويمضي الليل ونحن مستغرقون في نوم عميق آمن

ويأتي الصباح وتشرق الشمس ويبدأ يوما جديدا
ولما بلغت العشرين من عمري كنت أخاف أيضا ... ليس من الفأر والثعبان والظلام بل من الامتحانات والمستقبل وهل أجد عملا مناسبا وهل أجد زوجا مناسبا
وهنا أتذكر الآيام التي سبقت يوم زفافي ... كنت مشغولة جدا ... إعداد حقائب السفر ... وضع اللمسات الأخيرة للشقة الجديدة ... توزيع كروت الدعاوي ... تنظيم جلوس المدعويين ... الخ

وفي الليلة السابقة لزفافي ... ذهبت لفراشي متعبة منهكة للغاية نتيجة الجهد العظيم الذي بذلته في الأيام السابقة ... استلقيت على فراشي ... خائفة ... مضطربة ... تخنقني الدموع
وبعد تفكير دفعت عني غطائي وقمت من فراشي أمشي على أطراف أصابع قدمي إلى حيث حجرة أبي وأمي ... وكما كنت أفعل في الماضي البعيد دلفت بينهما أضع رأسي المضطربة على الوسادة بينهما حيث مكان الأمان ... هنا جاءني صوت أبي " ماذا بك يا إبنتي " ؟ " أجبته " أبدا يا أبي إني خائفة وأنا في حجرتي وحيدة فغدا ً يوم زفافي " ... وساد الصمت وجمعنا النوم العميق
وجاء الصباح وأشرقت الشمس وبدأ يوما جديدا في حياتي... حقا لقد وجدت الأمان كله في حضن أبي وأمي

فعلا قصة حلوة