على ظهر سفينة

على ظهر سفينة جلست سيدة كانت مسافرة لزيارة ابنتها، لكن حدث في منتصف الطريق أن هاجت الأمواج فاهتزت السفينة وكادت أن تغرق، فتجمّع الركاب وعلا صراخهم من الفزع، أمَّا السيدة فقد ظلت جالسة في مكانها خاشعة، يرتسم على وجهها ابتسامة هادئة، وتردد كلمات صلاة هامسة فاستجاب الله لصلاتها وهدأت الرياح، ولمَّا استقرت السفينة اتّجه الركَّاب إلى السيدة ليعرفوا سر هدوئها! فقالت: الواقع أنَّ الموت كان سيُغيّر البرنامج قليلاً، لكنَّه لم يكن سيُعطّل خطتي، فأنا كنت ذاهبة إلى ابنتي المتزوجة ولكن لي ابنة أُخرى توفيت منذ سنوات، فلو أنَّ القارب انقلب بي لكنت الآن معى ابنتي الأُخرى، التي هي الآن وديعة في يد الله بدلاً من ابنتي الحيّة. إنَّه الهدوء وسط العاصفة! هدوء المؤمن النابع من إيمان قويّ، بأنَّ الله قادر أن يُنقذنا مما يُتعبنا، حتى إن تركنا فيما لا نريده، فهو يُعطينا القدرة على الاحتمال، والنعمة لتتحول الأحزان إلى أفراح!!

صورة حلوة جدا ومعبرة