تلمذة مع المسيح
كالب 000000 N90rrh8femc2


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

تلمذة مع المسيح
كالب 000000 N90rrh8femc2
تلمذة مع المسيح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مواضيع مماثلة
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» قداس ابونا بيشوي علي قناة c t v
كالب 000000 I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 07, 2012 11:55 pm من طرف naderegyptair

» ترنيمة يا يسوع تعبان
كالب 000000 I_icon_minitimeالخميس مارس 15, 2012 8:56 am من طرف زهرة المسيح

» هااااااااااااااااااام جدااااااااااااااااااااااااااااا
كالب 000000 I_icon_minitimeالجمعة مارس 09, 2012 7:17 pm من طرف البابا كيرلس

» جسد القديس العظيم ماسربل
كالب 000000 I_icon_minitimeالجمعة مارس 09, 2012 7:12 pm من طرف البابا كيرلس

» يسوع باعت رساله لاولاده النهارده
كالب 000000 I_icon_minitimeالجمعة مارس 09, 2012 6:59 pm من طرف البابا كيرلس

» ارجو الصلاه من اجل البابا
كالب 000000 I_icon_minitimeالجمعة مارس 09, 2012 6:50 pm من طرف البابا كيرلس

» لماذا اختار المسيح ان يموت مصلوبا
كالب 000000 I_icon_minitimeالجمعة مارس 09, 2012 6:41 pm من طرف البابا كيرلس

» هل يوجد حلال وحرام فى المسيحية
كالب 000000 I_icon_minitimeالأربعاء مارس 07, 2012 8:06 pm من طرف البابا كيرلس

» عارفة يعني إيه إحنا أصحاب ؟
كالب 000000 I_icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 8:51 pm من طرف Admin


كالب 000000

اذهب الى الأسفل

كالب 000000 Empty كالب 000000

مُساهمة من طرف Admin السبت مايو 07, 2011 12:42 am

مقدمة
سار ديوجين في رابعة النهار في شوارع أثينا يحمل مصباحه المضاء، وعندما سئل عما تبحث، أجاب إجابته الخالدة: "أبحث عن رجل" ومن الغريب أن ديوجين لم ير في أثينا الرجل حتى ولو كان الاسكندر الأكبر نفسه، والذي صاح ذات يوم: لو لم أكن الإسكندر، لوددت أن أكون ديوجين.. وأجاب ديوجين على الفور: لو لم أكن ديوجين لوددت أن أكون أي إنسان على الأرض إلا الاسكندر!!. ألم يقل إرميا على لسان الله: "طوفوا في شوارع أورشليم وانظروا واعرفوا وفتشوا في ساحتها هل تجدون إنساناً أو يوجد عامل بالعدل طالب الحق فأصفح عنها".. وألم يردد حزقيال عن الله ذات الفكر: "وطلبت من بينهم رجلاً يبني جداراً ويقف في الثغر أمامي عن الأرض لكي لا أخربها فلم أجد".. إلى هذا الحد يندر وجود الرجل؟!! وإلى هذا الحد يبدو وجوده قليلاً ومحدوداً؟!!.. قد يصح الأمر إذا كان الحديث عن موسى أو بولس أو غيرهما من عمالقة الرجال الذين يضن بمثلهم الزمن، أو تلدهم الأيام،.. لكن السؤال يتجاوز إلى من يقف وراءهم في الصفوف،.. وهل هذا الصنف أيضاً قليل وشحيح ونادر؟!! من المؤسف أن الجواب هنا أيضاً بالإيجاب؟!! لم يكن كالب موسى عصره، وجاء تالياً ليشوع القائد، ومع ذلك كان من الشخصيات النادرة القليلة، والتي تعد في حساب الرجال،.. والسر كامن في أعماقه، وداخله، إذ أن الرجل في القياس الصحيح لا يمكن أن يقاس بجسده ونصيب هذا الجسد من الجمال أو الدمامة، أو بثروته ومدى ماله غنى أو فقراً، أو بظروفه ومدى ما في هذه الظروف من يسر أو عسر، أو بحظه في الحياة ومدى ما له من شهرة وذيوع صيت، أو نكران الناس والاختفاء في زوايا النسيان!!.. إن القياس الصحيح الوحيد بمدى ما له من روح تختلف عن غيرها من الأرواح، ولهذا قال الحكيم: "الرب وازن الأرواح".. "الرب وازن القلوب".. والرجل الصحيح عند الله بمدى ما له من روح أو قلب، وكانت كفة كالب غالبة من هذا القبيل، ولذا يجمل أن نراه.

كالب وصفات روحه الأخرى
من هو كالب، وما هي أخلاقه وصفاته، الظاهرة من قول الله: "كانت معه روح أخرى وقد اتبعني تماماً.."؟.. قد يكون من المناسب أن نرى -باديء ذي بدء- ارتباط روحه ببدنه، أو انعكاس الروح على بدنه، وتأثيرها فيه، وفاعليتها معه،.. وهنا يمكن أن نقول أن روح كالب كانت أولاً -وقبل كل شيء- روح الشباب الدائم،.. لقد كان كالب من الشخصيات النادرة التي عاشت الحياة ربيعاً كاملاً، ولم تعرف الشيخوخة قط،.. فهو في الأربعين من عمره هو هو في الثمانين أيضاً: "والآن فها قد استحياني الرب كما تكلم هذه الخمس والأربعين سنة من حين كلم الرب موسى بهذا الكلام حين سار إسرائيل في القفر والآن فها أنا اليوم ابن خمس وثمانين سنة فلم أزل اليوم متشدداً كما في يوم أرسلني موسى كما كانت قوتي حينئذ هكذا قوتي الآن للحرب وللخروج وللدخول".. والشيخوخة بهذا المعنى ليست عمراً متأخراً يصل الإنسان إليه، بل هي في الواقع حالة نفسية تصل إليها الروح، فمن الناس من يشيخ في الثلاثين من عمره، ومن الناس من يحيا في الشباب وهو فوق الثمانين،.. وهناك تفاعل وتجاوب بين الروح والجسد من هذا القبيل!!.. خضع الشاب لعملية جراحية خطرة دقيقة، وعندما أفاق من المخدر، قال له الطبيب: هل تعلم لماذا استطاع جسدك أن يتحمل هذه العملية الدقيقة الخطرة؟ وأجاب الشاب مبتسماً: نعم لأني أعيش حياتي عفاً مستقيماً.. وقال الطبيب: أجل وهذا هو السبب الوحيد لنجاتك!!.. فلو أنك عشت حياة مستبيحة متلافة لما أمكن أن تجتاز طريق الموت الذي اجتزته،.. ولا شبهة في أن كالب كان في الخامسة والثمانين من عمره شاباً، لأنه عاش حياة لا يمكن أن يستهلكها فساد أو يضيعها مروق عن الاستقامة!!.. لقد بنى الرجل بيته فوق الجبال في حبرون، وهو من ذلك الصنف من الناس الذي يستنشق الهواء ملء رئتيه، ويعيش الحياة الهادئة السليمة الصحية فوق الجبل أو في بطن الوادي، ولا يعيش للحياة أو تعيش الحياة له، ومثل هذا الإنسان هيهات أن يشيخ أو يطوي في حياة عبوسة وهما وقلقاً!!.. لأنه يملك على الدوام روح الشباب!!.. وإلى جانب هذه الروح كان يعيش حياة الاستقامة، فالحياة عنده خط مستقيم لا يعرف عوجاً أو التواء، وهذا الخط ليس من صنعه أو تفكيره أو استحسانه، بل هو خط الله الذي لا ينحرف عنه أو يتنكب الطريق!!.. كان كالب بن يفنة من سبط يهوذا، وهناك تساؤل حول ارتباط كالب بهذا السبط، أهو ارتباط الأصل أو الانتماء؟؟ وهل كان من الدخلاء الذين كانوا لفيفاً خرجوا مع شعب الله في مصر، ولكنه آمن وسار مع الشعب ودخل في سبط يهوذا؟!!.. وهل هو أدومي الأصل؟!! أم من أصل يهوذا؟!!. تختلف الآراء حول ذلك وتتعدد، وإن كان من المؤكد أنه حسب من سبط يهوذا وكان من المعدودين فيه، المتقدمين في رجاله، والممثلين له في فحص الأرض التي كان عليهم أن يأخذوها فيما بعد!!.. ليس البحث هنا بذي قيمة بقدر ما الحقيقة الروحية، إنه كان إسرائيلياً حقاً لا غش فيه، وقد وصفه الله أجمل قول وأصدقه: "وقد اتبعني تماماً" كان جندياً بطبيعته المحاربة، وكان أكثر بروحه المستقيمة التي لا تعرف اللف أو الدوران، وفي أي طريق ملتو أو معوج قد يسير غيره فيه إلا أن قرار حياته هو الدائم: "وأما أنا فاتعبت تماماً الرب إلهي".
وهو هنا يكشف عن طبيعته الدينية العميقة، فالدين عنده علاقة شخصية فردية بالله "إلهي" وهي أكثر من ذلك تبعية وولاء مستمر لا يهتز أو يتقلقل أو ينحرف قيد أنملة،.. كان لرجل يشرب من ينابيع الشركة مع الله، وكان يملك هذه الينابيع، قبل أن يبلغ حبرون، ويصل إلى الينابيع العليا والسفلى التي طلبتها عكسة ابنته في قرية سفر!!.. فإذا لم يكن من إسرائيل أصلاً، وإذا كان قد دخل إلى اليهودية انتساباً فقد بز فيها الأصلاء ويحق فيه القول الذي وصف به المسيح قائد المئة الأممي: "فلما سمع يسوع تعجب وقال للذين يتبعونه الحق أقول لكم لم أجد ولا في إسرائيل إيماناً بمقدار هذا وأقول لكم أن كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع إبراهيم واسحق ويعقوب في ملكوت السموات وأما بنو الملكوت فيطرحون إلى الظلمة الخارجية هناك يكون البكاء وصرير الأسنان".. وكانت روح كالب أيضاً روح الصدق إذ أنه دائماً يتحدث بما يقتنع به دون زيادة أو نقص، وهو لا يتأثر بآراء الآخرين فهو يروي عن المدن التي رآها الرواية الدقيقة وهو يصف انطباعه الشخصي دون تأثر بانطباعات الآخرين!!.. إنك يمكن أن تصفه بحق "كالب الصادق البالغ الدقة في روايته وحديثه!!. وكان ولا شك عنده روح الشجاعة التي تؤثر الرجم دون أن تغير رأيها أو تداور فيه مهما اختلف مع الأغلبية حوله، كان واحداً من الشجعان القلائل، الذين يقودون في العصور ولا يقادون، ويتقدمون ولا يتخلفون، وهو لا يناضل في الوطاء، بل يأخذ طريقه بشجاعة إلى الجبال حيث هناك معركته وحربه!!.. ومع أن شجاعة الشباب قد تهدأ وتتراجع مع الأيام، إلا أن كالب كان شجاعاً في الخامسة والثمانين من عمره كشجاعته في الأربعين سواء بسواء!!.. ومع ذلك فالرجل كان وديعاً متواضعاً لم يصف الجواسيس الآخرين وصفاً قاسياً وهو يتحدث إلى يشوع بل قال: "وأما إخوتي الذين صعدوا معي فأذابوا قلب الشعب":.. كانوا رغم شرهم وعدم إيمانهم أخوة في الخطأ، وهي كلمات لا يستطيع أن ينطق بها إلا من تشرب روح الوداعة والتواضع،.. وكان أكثر من هذا كله يملك روح الصبر العجيب، لقد أعطاه موسى وعداً، لم يتحقق قبل خمسة وأربعين عاماً، ومع ذلك لم يتراجع عن اليقين بأن هذا الوعد لابد أن يتحقق في يوم من الأيام!!..
كالب ومتاعب الروح الأخرى
والروح الأخرى على ما أدركنا من سمات وصفات، لابد أن تواجه متاعب جمة في الحياة، لو شئنا أن ندقق فيها لرأيناها على الأغلب ثلاثية..
المتاعب مع النفس في الطريق المنفرد
عندما رجع الاثنا عشر من تجسس الأرض، انقسموا إلى فريقين: فريق الأغلبية وكانوا عشرة، وفريق الأقلية وكانا اثنين، كالب بن يفنة ويشوع بن نون!!.. واختار الاثنان الطريق المنفرد، طريق الأقلية،.. وهذا الطريق لا يسير فيه إلا أعظم الشجعان في الأرض، الذين يعيشون ويموتون من أجل الرأي الذي اعتنقوه، وأضحى دينا ومذهباً لحياتهم بين الناس، وأبطال الطريق المنفرد هم إبراهيم الذي ترك أهله وعشيرته، وسار يضرب في الأرض وحيداً أو شبه وحيد، دون أن يقبل اندماجاً أو اختلاطاً يترك أثره الماحق على نفسه ورسالته،.. وإيليا الذي وقف في جانب، والأمه كلها في جانب آخر، ومع ما في هذا الطريق من قسوة أو عزلة نفسية مروعة، إلا أننا نراه لا يبالي بها وهو يقول: "بقيت وحدي وهم يطلبون نفسي ليأخذوها".. وبولس الذي صاح: "الجميع تركوني. لا يحسب عليهم".. وأثناسيوس الذي قيل له: لقد أضحى العالم كله ضدك، فأجاب: وأنا ضد العالم،.. وجاليليو الذي أجبروه على أن يركع ويقول أن الأرض مستوية، فركع وقام صارخاً وهو يقول: لكنها كروية!!.. ولوثر الذي تعرض لأكبر محاكمة في التاريخ إذ أنه وقف أمام الامبراطور شارل الخامس، وأمام عدد من القضاة يتجاوز المائتي قاض، وصاح صيحته المجلجلة التي تخطت الأجيال: "هنا أقف ولا أفعل غير ذلك وليعني الله"!!.. عندما كان على إبراهام لنكولن أن يوقع قرار تحرير العبيد، القرار الذي لابد منه، وإن كان في الوقت نفسه سيفتح جراح الأمة بأكملها في الحرب الأهلية، ظل يمسك القلم ويضعه ليلة بأكملها، وهو ساهر إلى الصباح حتى وقعه بعد طول المعاناة النفسية في معركة ضارية مع نفسه!!..
من السهل أن يسير الإنسان في موكب الأغلبية، يردد هتافها، ويتحدث بنفاقها، إذا لم يكن على مبدأ وخلق، وأصعب ما يواجهه أن يقف منفرداً أو مع الأقلية إذ التزم الأمر أن يشهد لعقيدته ومبدأه.. وقف فون زلند القائد الألماني أمام فردريك الامبراطور مثل هذا الموقف، وقد كلل الشيب رأسه، إذ اجتمع مع الامبراطور وقادة بلاده، وسمعهم يسخرون ويتندرون بالدين، وبشخص المسيح، فما كان منه إلا أن أمسك عصاه، والتفت إلى الامبراطور وهو يقول: لقد حاربت يا مولاي من أجلك أربعين معركة،.. وها أنا الآن شيخ أدنو من نهاية حياتي، وبعد قليل أواجه سيدي الأعظم،.. وأنا لا أسمح أن يهان اسمه أمامي، ولأجل ذلك سأخرج من الملك،.. وصرخ الامبراطور: إني أعتذر.. إني أعتذر يافون زلند!!.. أعتذر عن كل ما قيل!!.. وهذا حسن، ولكن ينبغي أن ندرك أن موقف القائد العجوز كان في حد ذاته انتصاراً على المعركة التي ولا شك نشبت في داخله قبل أن يقول مثل هذه الأقوال!!..
المتاعب مع الآخرين في الاضطهاد القاسي
ليس الأمر أمر معركة مع النفس، بل هو أكثر من ذلك، قد تكون معركة قاسية مع الآخرين،.. وفي كل جيل وعصر يتعرض أرباب الطريق المنفرد لما لا ينتهي من صور الاضطهاد النفسي والمعنوي والمادي، الأمر الذي أجمله المسيح في القول: "طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلى كاذبين"!!.. ومع أننا لا نعلم ماذا قال الإسرائيليون عن يشوع وكالب، في ذلك اليوم البعيد،.. إلا أنهم من المؤكد قد لصقوا بهما كل النعوت القاسية، والألفاظ الشريرة،.. وما أكثر ما اتهم القديسون في الأرض بأشد أنواع التهم والبذاءات، فهم خونة، مجرمون، أفاقون، كاذبون، يعملون لصالحهم ولذاتهم،.. ولعل من أعجب ما سجل الوحي قول اليهود عن بولس -بعد أن قبض عليه في أورشليم أمام الأمير، وهو يحتج أمامهم أنه لم يفعل شيئاً، وأنه يطيع الرؤيا السماوية التي قال له الله فيها: "اذهب فإني سأرسلك إلى الأمم بعيداً، فسمعوا له حتى هذه الكلمة ثم رفعوا أصواتهم قائلين- خذ مثل هذا من الأرض لأنه كان لا يجوز له أن يعيش".. فإذا كان بولس يقول هذا، فإن حكم الإعدام ليس هو الأمر الجائز فحسب، بل أكثر من ذلك أن وجود مثل هذا غلطة شنيعة بين الناس!!.. وبمثل هذا المعنى تعرض كالب بن يفنة للرجم، وتعرض -وما يزال يتعرض- الكثيرون الذين لا يعيرون فحسب، بل يطردون أيضاً، ويشردون، وتقطع عنه أسباب الحياة المعنوية والمادية، فهم في القيود والحبس والتشريد والتجويع والتعذيب، وكل ما يمكن أن تبتكره وشحية الجلادين المعذبين!!.. وقد ظهر كالب بن يفنة بثيابه الممزقة بطلاً عظيماً أمام الله والناس، وحفظه الله من الموت، المريع،.. وعاد الناس بعد ذلك يذكرونه بالإجلال والإكرام،.. وهذا ما يفعله الناس -للأسف متأخرين أو كما وصفهم السيد المسيح: "ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تبنون قبور الأنبياء وترينون مدافن الصديقين وتقولون لو كنا في أيام آبائنا لما شاركناهم في دم الأنبياء فأنت تشهدون على أنفسكم أنكم أبناء قتلة الأنبياء"..
المتاعب مع الله في الطريق المنفرد
وهل يتعب الإنسان مع الله في الطريق المنفرد؟.. إنه غالباً ما يتعب من صبر الله وطول أناته طوال الطريق!!..
نعم لقد قضى الله على العشرة في الحال، في قصة كالب، لكنه مع ذلك كان لابد لكالب أن ينتظر خمسة وأربعين عاماً قبل أن يتحقق موعد الله معه، وهو زمن طويل بالقياس إلى عمر الإنسان، ومحدودية صبره،.. هذا هو الصبر الطويل، الذي كادت تزل قدما آساف بسببه عندما قال: "حقاً قد زكيت قلبي باطلاً وغسلت بالنقاوة يدي وكنت مصاباً اليوم كله وتأدبت كل صباح لو قلت أحدث هكذا لغدرت بجيل بنيك" والذي جعل إرميا يصيح: "أنت يا رب عرفت اذكرني وتعهدني وانتقم لي من مضطهدي بطول أناتك لا تأخذني اعرف احتمالي العار لأجلك".. "قد أقنعتني يارب فاقتنعت وألححت على فغلبت صرت للضحك كل النهار كل واحد استهزأ بي لأني كلما كلمت صرخت ناديت ظلم واغتصاب لأن كلمة الرب صارت لي للعار وللسخرية كل النهار فقلت لا أذكره ولا أنطق بعد باسمه فكان في قلبي كنار محرقة محصورة في عظامي فمللت من الإمساك ولم أستطع" والذي دفع بحبقوق إلى أن يقول: "حتى متى يا رب أدعو وأنت لا تسمع أصرخ إليك من الظلم وأنت لا تخلص..،.. ألم يرسل المعمدان تلميذيه إلى المسيح وهو يقول: "أنت هو الآتي أم ننتظر آخر"؟!!..
كالب ومكافآت الروح الأخرى
قد ينتظر الإنسان قليلاً أو كثيراً، ولكن الله لابد أن يكافيء من يتبعه تماماً بروح أخرى تختلف عن روح الآخرين،.. وقد كافأ الله كالب بالعمر المديد، ولعله وهو يرى العشرة جواسيس يقضي عليهم في الحال ويموتون، ورأى نفسه ويشوع من تجاوزا العشرين من العمر، وهما فقط اللذان يبقيان حتى يدخلا أرض الموعد،.. لعله انحنى شكراً، وهو يرى العشرة يدفنون والجبل كله يتهاوى على رمال سيناء، ويبقى هو بمعجزة كريمة من الله،.. وكم أدرك في تلك اللحظة بركة الإيمان المنقذة والحارسة معاً،.. بل لابد أن ننظر إلى بركة البنين الجسدية التي استمر عليها، فلم تعمل فيها الشيخوخة أو تهدمها الأيام، أو تنال من قوتها في الدخول أو الخروج أو الحرب،.. لقد كانت هذه البنية قوية إلى الدرجة التي تتسلق فيها الجبال، وتدخل المعارك الوعرة وتقتحم الصعاب، ويدرك صاحبها أنه بين يدي الله أمين على استعداد أن يعطي الوهاد والجبال بما فيها من سعة وارتفاع وينابيع، بذلك الشرط الواحد أن يتسع الإيمان ويمتد إلى الدرجة: "إن الأرض التي وطئتها رجلك لك تكون نصيباً ولأولادك إلى الأبدلأنك اتبعت الرب إلهي تماماً"..
آه كم من أرض موعد تضيع من حياتنا، وكم من بركات غنية هي أدنى إلينا وأقرب، بشرط أن تطأها قدم الإيمان، دون حاجز من عمر أو صعوبة،.. فهل نصعد مع الرجل القديم لطرد العمالقة من حبرون ونقول: "فالآن أعطني هذا الجبل الذي تكلم عنه الرب في ذلك اليوم لأنك أنت سمعت في ذلك اليوم أن العناقيين هناك والمدن عظيمة ومحصنة لعل الرب معي فأطردهم كما تكلم الرب.. فباركه يشوع وأعطى حبرون لكالب بن يفنة ملكاً لذلك صارت حبرون لكالب بن يفنة القزني ملكاً إلى هذا اليوم لأنه اتبع تماماً الرب إله إسرائيل"

Admin
Admin
المدير العام
المدير العام

عدد المساهمات : 216
تاريخ التسجيل : 08/07/2010
العمر : 31

https://class2010.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى