تلمذة مع المسيح
كورش 0000000000 N90rrh8femc2


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

تلمذة مع المسيح
كورش 0000000000 N90rrh8femc2
تلمذة مع المسيح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مواضيع مماثلة
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» قداس ابونا بيشوي علي قناة c t v
كورش 0000000000 I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 07, 2012 11:55 pm من طرف naderegyptair

» ترنيمة يا يسوع تعبان
كورش 0000000000 I_icon_minitimeالخميس مارس 15, 2012 8:56 am من طرف زهرة المسيح

» هااااااااااااااااااام جدااااااااااااااااااااااااااااا
كورش 0000000000 I_icon_minitimeالجمعة مارس 09, 2012 7:17 pm من طرف البابا كيرلس

» جسد القديس العظيم ماسربل
كورش 0000000000 I_icon_minitimeالجمعة مارس 09, 2012 7:12 pm من طرف البابا كيرلس

» يسوع باعت رساله لاولاده النهارده
كورش 0000000000 I_icon_minitimeالجمعة مارس 09, 2012 6:59 pm من طرف البابا كيرلس

» ارجو الصلاه من اجل البابا
كورش 0000000000 I_icon_minitimeالجمعة مارس 09, 2012 6:50 pm من طرف البابا كيرلس

» لماذا اختار المسيح ان يموت مصلوبا
كورش 0000000000 I_icon_minitimeالجمعة مارس 09, 2012 6:41 pm من طرف البابا كيرلس

» هل يوجد حلال وحرام فى المسيحية
كورش 0000000000 I_icon_minitimeالأربعاء مارس 07, 2012 8:06 pm من طرف البابا كيرلس

» عارفة يعني إيه إحنا أصحاب ؟
كورش 0000000000 I_icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 8:51 pm من طرف Admin


كورش 0000000000

اذهب الى الأسفل

كورش 0000000000 Empty كورش 0000000000

مُساهمة من طرف Admin السبت مايو 07, 2011 1:07 am


كورش من هو :
كان كورش بن قمبيز الأول ، وقد ورث عن أبيه مملكة صغيرة لكنه حولها إلى الإمبراطورية الفارسية العظيمة ، وقد كتب عنه زينفون وهيرودت ومن الكتابات اليونانية عن كورش نجد أن اليونانين يمجدون الرجل ويعظمون خصاله وصفاته ، فهو عندهم من الأمثلة القليلة النادرة فى التاريخ فى الشجاعة ، والحلم ، والكرم ، والسماحة ،والحكمة ، وقد تزوج ابنة داريوس المادى ، والذى اشترك معه فى الهجوم على بابل ، وكان كورش يحمل توقيراً كاملا للرجل ، ولم يخلف حموه ورثة ذكوراً فأصبح كورش وارثاً للملكة المادية بدون إراقة دماء ، وكانت هذه المملكة تمتد إلى أشور وما بين النهرين وسوريا وكبدوكية ، .. كما امتد ملكه فى آسيا الصغرى ، واستولى على ليديا التى كانت أغنى مملكة فى ذلك الوقت ، وكان ملكها كريسوس يفاخر بأنه أغنى وأسعد إنسان على ظهر الأرض ، إلى درجة أنه كان يفتح خزائنه وكنوزه ليأتى الناس من مشارق الأرض ومغاربها ، ليروا عظمته ومجده ، وقيل إنه دعا ، لهذا السبب ، صولون الحكيم اليونانى ، ووجه له الســـــؤال : " من يظن أنه أسعد إنسان على الأرض " ، وهو يظن أن صولون سيسارع بالقول إن كريسوس هو أسعد إنسان ، ... وحدثهم صولون عن أناس عاديين ، عن تلوس الأثينى الرجل الذى عاش هادئاً سعيداً فى بلاد اشتهرت بالعدالة والحق ، ودافع عن بلاده ، وترك أولاداً أبرراً أوفياء ، وعن كليبوس وبيتوس الأخوين اللذين من أرغوس ، وكانا من ذوى الثروة والجاه والقوة ، ولكن فضيلتها الكبرى كانت حبهما الشديد بعضها لبعض ، ولأمهما ، ... وقد أركباها مرة عربة ، وإذ لم يجدا خيلا لجرها جر كلاهما العربة ستة أميال ، وماتا من الإعياء ، فطوبتها النساء ، وأثنى الرجال على ولديها ... وساء كريسوس أن يفضل صولون عليه هؤلاء ... ولكن الحكيم اليونانى أجاب : إن السعادة ياسيدى ليست فى الذهب أو الكنوز ، فكم من أصحابها أشقياء ، كما أنها قد تنتهى فى لمح البصر ، ... وفقد كريسوس ابنه الوحيد ، أثر حادث صيد ، ودخل كورش مملكته، وأمر بحرقه ، ... وعندما وضعوه على كومة الخشب ، صرخ : صولون ... صولون!!... وإذ استمع كورش إلى القصة عفا عنه ، لئلا يحدث مع كورش ما حدث مع الرجل !! ... ومن المعروف أنه فتح بابل مع داريوس بحيلة عجيبة ، إذ حول نهر الفرات إلى مجرى آخر ، ودخل المدينة من مسار النهر ، الأمر الذى لم يخطر ببال بيلشاصر على الأطلاق . كان على أيه حال الرجل الذي تصوره الميثولجيا اليونانية كالملك السوبرمان العظيم !! ..
كورش واسمه :
ما من شك بأن قمبير الأول أبا كورش ربما هو الذى سمى ابنه بهذا الإسم أو ربما شاركت أمه " ماندين " ابنة استايجيس الملك المادى فى إعطاء الاسم ، أو ربما جاء الاسم على عادة الملوك من اختياره هو !!! ... لكن الحقيقة الثابتة أن هذا الاسم ، سواء نطق به أبوه أو أمه ، أو أى شخص آخر استحسنه كان من اللّه..، والاسم عند اللّه قوام الشئ أو الشخصية ، ففى المزمور المائة والسابع والأربعين ، ... هذه الكواكب التى يعجز العلماء عن عدها وإحصائها ، مهما أوتوا من خارق الفهم والمعرفة ، ليست معدودة عند اللّه فحسب بل كل واحد له اسمه : " يحصى عدد الكواكب يدعو كلها باسماء " " مز 147 : 4 " ... وهو نفس الأمر الذي قاله إشعياء : " ارفعوا إلى العلاء عيونكم وانظروا من خلق هذه ؟ من الذى يخرج بعدد جندها يدعو كلها بأسماء؟ لكثرة القوة وكونه شديد القدرة لا يفقد أحد " " إش 41 : 26 " وليس الأمر قاصراً على الكواكب أو النجوم أو ذلك العالم العجيب الذي يملا الفلك ، بل كل صغير مهما صغر شأنه ، وكل دبيب على الأرض ، ليس معروفاً عند اللّه فحسب ، بل له كيانه واسمه أمام الإله العلى ، وأكثر من هذا وذاك ، أو قبل هذا وذاك أسماء المؤمنين ، فأسماءونا عند اللّه كل واحد على حدة ، ... ألم يقل السيد المسيح : " بل أخرجوا بالحرس أن أسماء كم كتبت فى السموات " " لو 10 : 20 " ... " فيدعو خرافه الخاصة بأسماء " ؟ " يو 10 : 3 " ويقول الرسول بولس : " نعم أسألك أنت أيضاً باشريكى المخلص ساعد هاتين اللتين جاهدتا معى فى الإنجيل مع اكليمندس أيضاً وباقى العاملين معى الذين أسماؤهم فى سفر الحياة " " فى 4 : 3 " … فإذا ذكرنا هذا كله تبدوا أمامنا قصة الوجود العجيبة ، لا فرق فيها بين أكبر كوكب ، وبين النملة الصغيرة التى تدب على الأرض ، كلها مدرك ومعروف ولا تغيب عن عين اللّه ، …وكلها لها سفرها الخاص بين يديه تعالى ، وهى مهما تسامت عن عد الذهن البشرى ، فإنه يتعامل مع كل واحد منها على حدة . بل لعله من المناسب أن نشير إلى أنه بالقياس إلى اللّه جل جلاله ، ليس هناك كبير تجاهه ، فأكبر كوكب والنملة الصغيرة هما صغيران إلى درجة العدم بالنسبة له ، ولا فرق بين حجميهما بالنسبة لمالئ السموات والأرض، … وفى الوقت عين فإنهما مهما صغرا بهذا المعنى ، فهما كبيران من حيث الاهتمام والعناية بها !! ..
كورش ولقبه :
إن الصورة التى تعطى لنا عن قصة كورش : " لقبتك وأنت لست تعرفنى " " إش 45 : 4 ".. وهى الحقيقة الثانية التى ينبغى أن نتوقف تجاهها ، فكورش لم يخرج إلى عالم الوجود ، ليعطى اسماً فحسب ، بل أكثر من ذلك ليعطى لقب الملك ، ونحن هنا ندخل فى دنيا الألقاب .. ولعله من المثير أن ندرك أن لقب " الملك " ولقب " البواب " ، لقب " القائد " ولقب " الجندى " ، لقب " الوزير " ولقب " الخفير " هذا الألقاب كلها معينة من اللّه ، ... وقد وعظ الواعظ الأمريكى " هوراس بوشنل " عظة مشهورة عن هذه الحقيقة وهو يعظ عن كورش ، تحت عنوان : " حياة كل إنسان خطة إلهية " ، والكتاب المقدس لا يترك أدنى شك فى ذلك ، فالمسيح أوضح هذه الحقيقة : بالنسبة لشخصه أمام بيلاطس البنطى فى قوله : " لهذا قد ولدت أنا . ولهذا قد أتيت إلى العالم لأشهد للحق " " يو 18 : 37 " .. وأنت إذا تابعت إبراهيم ويعقوب ، ويوسف ، وموسى ، وصموئيل ، وبولس ، وغيرهم - ستجد هذه الحقيقة واضحة المعالم ، ثابتة الكيان ... ويرى هوراس بشنل ، أن هذه الحقيقة قد تكون خفية بالنسبة للبسطاء والدهماء من الناس ، والمجهولين وغير المعروفين من بنى الإنسان ، ... لكن الحقيقة ليست قاصرة ، على العظماء ، بل تشمل أصغر الناس أيضاً !! ... وهذا يعطى إثارة ما بعدها إثارة للذهن البشرى ، ... إذا نحن نمثل أدوارنا على المسرح الإنسانى فى رواية رسمها اللّه ، وخططها لكل واحد منا ، ... والدور مهما يكن صغيراً أو كبيراً ، فإنه عظيم أمام اللّه ، متى أداه الإنسان بأمانة بين يديه تعالى ، ... قال يوحنا المعمدان عن نفسه إنه ليس أهلا لأن ينحنى ويحل سور حذاء يسوع المسيح ، ... وشهد السيد فى نفس الوقت ، أنه لم يقم بين المولودين من النساء من هو أعظم من يوحنا ، ومن الملاحظ أن مجئ يوحنا كخادم للمسيح ، وسابق لميلاده بشهور قلائل ، كان جزءاً من الخطة الإلهية التى عينت له دوره المرتبط بدور المسيح ، ولأجل ذلك لم يأت ابن زكريا وأليصابات ، كما كان يحلم أبوه وأمه فى شباب حياتهما ، بل تأخر ميلاده ، لارتباط رسالته بيسوع المسيح ، ... والخطة الإلهية ، كما ينبغى أن تفهم ، محددة لكل شخص ومعينة ، ومضبوطة له ، من وجهتين ، فدوره على المسرح لا يختلط بدور غيره ، وكما يحدد المؤلف أو المخرج الكلمات أو الحركات أو الإشارات أو الأعمال الخاصة ، ولا يجوز لغيره أن يفعلها ، هكذا حدد اللّه لكل واحد منا نهج الحياة الذي سيسلكه ، واتساع الدور أو ضيقه ، وظهوره أو اختفاؤه أمام الآخرين ، ... لكن الوجهة الثانية أن الدور مرتبط بأدوار الآخرين أيضاً ، فالمرء منا لا يظهر على مسرح الحياة مستقلا منفرداً بنفسه ، بل سيظهر فى علاقته بأدوار الآخرين أيضاً ، ... وعلى هذا الأساس وضع المؤلف الأعظم الرواية ويخرجها بالنسبة لكل واحد منا ، وموقعه فى التاريخ أو الظروف أو الأحداث أو العصور أو الأجيال ، ... وليس لأى إنسان منا أن يتفاخر أو يتذمر على حظه فى رواية الحياة ، ... وكلنا أشبه بالقصة القائلة إن الورق والقلم والحبر تشاحنت أيها أعظم فى الرواية المكتوبة ، واستمع المؤلف إلى المشاحنة وابتسم لأنها جميعاً لا تستطيع أن تعمل شيئاً بدونه هو ، ... إذ هو الصانع والجامع والرابط بينهما ، وجمال الرواية لا يقف كثيراً عند ورق الكتاب أو نوع القلم أو الحبر الذى كتبت به ، بل يرجع أولا وأخيراً إلى المادة التى أخرجها ذهن المؤلف أو صنعها بعبقريته وفهمه !! .. إن أية مهنة على هذا الأساس تصبح مقدسة متى فهمناها بهذا المعنى ، وأى تعاون مع الآخرين يضحى أمراً الهيا ، متى أدركنا هذه الحقيقة ، ... بل حتى نوع الرواية تظهر عظيما ومثيراً مهما كان لونه الدرامى أو التراجيدى أو المسر أو المبهج ، أو ما أشبه من ألوان المسرحيات المختلفة فى الحياة ، ... ولا يجوز لأى إنسان أن يلعب دوره برخاوة أو إهمال أو كسل أو سلبية ، ... ومع أننا لا نستطيع أن ننفذ إلى ماوراء الستار لنرى ما هو المطلوب منا بالضبط ، ... وهل نجحنا فى إتمام الدور الإلهى فى حياتنا ، غير أن المثل الأوحد و الأعلى للنجاح هو شخص المسيح ، الذى قال على الصليب ، " قد أكمل " ، ويعتقد ، برشنل بأننا نستطيع الوصول إلى أعلى قدر من النجاح إذا تجنبنا بعض السلبيات وسلكنا فى الإيجابيات المطلوبة منا ، فيركز فيها على :
1- عدم الانفرادية : إذ لا نستطيع أن نفهم الخطة الإلهية ، فى انفراد عن اللّه أو الاستقلال بعيداً عن شيئين ، وما ذكره بوشنل عندما وعظ هذه العظة فى القرن الماضى ، منذ أكثر من مائة عام يتفق مع ما نادى به بلى جراهام ، عندما جاءه إنسان مخمور ، يقول له : لقد صنعت نفسى بنفسى ، وقال جراهام : الحمد للّه أنك لا تحمل اللّه مسئولية سكرك !! .. ومع أنه من أدق الأمور وأصعبها أن نفهم كيف يترك الإنسان مختاراً نعمة اللّه ، يصنع شره وسكره وعربدته ، إلا أنه واضح من قول الرسول بولس فى الأصحاح الأول من رومية : إن هناك نوعا من الاستبدال أو الاستحسان الذى يلجأ إليه الأشرار : " الذين استبدلوا حق اللّه بالكذب ... وكما لم يستحسنوا أن يبقوا اللّه فى معرفتهم أسلمهم اللّه إلى ذهن مرفوض ليفعلوا مالا يليق " ... " رو 1: 25 و 28 " فهل فى هذا الاستبدال أو الاستحسان ، ... ما يعنى أنه كانت هناك خطة إلهيه رسمها اللّه أولالهم ، ولكنهم رفضوها ، ... تلك مسألة يتركها متى هنرى للنزاع بين المدارس اللاهوتية المختلفة ، غير أننا نستطيع تبسيط الفكر إذا ما تمشينا مع أحد رجال الدين الذى صور رجلاً فى حلم ، يأتى إليه أحدهم ويسمعه نوعان من الموسيقى العظيمة الرائعة ، وإذ يسأل : من هو الموسيقى العظيم الذي وضع هذا اللحن ؟ . فيأتى الجواب: إنها موسيقاك أنت ، ولكنه يتعجب وهو يجيب : كلا ، فانا لا أعرف فى حياتى شيئاً من هذه الموسيقى .. ثم ينقله إلى كتاب يقرأ منه صفحات ممتازة !! .. ويقول هو إذ يسمع : ياله من مؤلف عظيم !! .. هل تعرف من هو هذا المؤلف !! .. فيقال له : أنت.. وإذ يجيب : أنا لم أكتب فى حياتى كتاباً ، وبالأولى لم أكتب مثل هذا الكلام على الإطلاق !! .. ثم ينقله إلى صور متعددة من ألوان الحياة وإذ يتعجب إذ أنها تنسب إليه، وهو لم يعرفها أو يرها ، يأتيه الجواب : إنك أنت فى هذه كلها كما قصد اللّه لك أن تكون ، ولكنك تخلفت لتأخذ الواقع الذي وصلت إليه !! ... إن أكبر مأساة يتردى فيها الشرير ، هو أنه بالذهن المرفوض الذى أسلمه اللّه إليه ، يستبدل كل شئ مجيد بما هو أسوأ وأحط وأشر وأقسى وأتعس !! ..
2- والصورة الثانية التى يشير إليها بوشنل هى عدم التقليد إذ إن اللّه خطط حياة كل واحد على حدة ، فليس هناك إنسان يمكن أن يكون نسخة كاملة من إنسان آخر ، وليس من الجائز أن آخذ أفكار الآخرين أو عواطفهم أو اختباراتهم أو أعمالهم كنموذج كامل لما يمكن أن يحدث معى ، إذ أن للّه وسائل متعددة خاصة بكل إنسان على حدة ، ... وأعمال اللّه ، ولو أنها قديمة منذ الأزل ، إلا أنها جديدة مع كل إنسان ، ... ويتفق الكثيرون مع الواعظ المذكور ، ويقولون إنه من الخطأ البين ، أن يكون اختبارى فى التجديد مثلا اختبار إنسان آخر بالضرورة ، فقد يأتى التجديد هادئاً عند واحد ، وعنيفاً عند آخر ، وملحوظاً من الناس عند ثالث ، وهكذا ، واللّه لا يتقيد بأسلوب واحد في معاملة أولاده جميعاً ، .. ومن واجبنا أن نتقبل معاملة اللّه الشخصية لكل واحد منا .
3- والسلبية الثالثة التى يشير إليها بوشنل " عدم التذمر " إذ لا يجوز أن أتصور أننى يمكن أن أكون أفضل لو أن ميلادى أو تدريبى أو أعمالى أو صعابى كانت تختلف عن الواقع الذى أعيشه ، .. فهذا كله خطأ كامل ، إذ أن الموازنة كلها بين الخدمة والإمكانيات بين يدى اللّه الذى يعرف كل الظروف ومتطلباتها !! ..
4- والسلبية والرابعة : عدم الشك ، فى أن اللّه إذ يعطينى الرسالة المعينة لن يمتنع عن كشف الخطة لى واقناعى بها ، وهو لن يكشف لى الخطة كاملة منذ الدقيقة الأولى، بل سيقودنى حتما ويرشدنى يوما وراء آخر ، من واجبى أن أكتفى بما يريد إعلانه لى، وأتبعه فى الطريق !! ..
ومن الواجهة الإيجابية يضع بوشنل بعض المبادئ التى تساعد الإنسان على إدراك المشيئة الإلهية فى الحياة .
1- وأولها طبيعة اللّه نفسه، فأنت لا تتوقع أو تنظر أن يقودك اللّه فى طريق لا تتفق مع طبيعته ، وأنه يكون من الختل والخطأ أن تتصور خطة يوافق عليها اللّه وهى ضد مشيئته وكمالاته الإلهية .
2- واستمع لصوت الضمير ، وانصت جيداً إلى ما يقول ، ودرب هذا الضمير ليكون دائماً بلا عثرة أمام اللّه والناس .
3- تأمل نواميس اللّه وكلمته المكتوبة ، فهى مرشد أمين فى الطريق لإنسان يستطيع أن يقول : " غريب أنا فى الأرض لا تخف عن وصاياك " " مز 119 : 19 "
4- كن دقيق الملاحظة للعناية الإلهية التى تستطيع أن تستمع إلى صوتها فيما يدربك اللّه عليه ، وتستطيع أن تتعلم الكثير من دروسها .
5- استمع إلى نصيحة الأصدقاء الخبيرين فى معرفة الطرق الإلهية ، وستجد منهم إرشاداً كبيراً لما سبق أن اختبروه فى معرفة السبيل الإلهى فى الحياة ..
6- وإلى جانب هذا كله إلجأ إلى اللّه واطلب ، بعمق ، مشورته وإرشاد روحه القدوس فيك !! ... والذين تعودوا الارتماء بالإيمان والصلاة فى حضرة اللّه ، سيجدون الطريق الحكيم العظيم السماوى ، وإذا كان اللّه قد أعطى كورش خطته ، وهو رجل وثنى ، فبالأولى سيعطيها اللّه لى ولك نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور !! ..
كورش وقوته :
إن اللّه لم يلقب كورش فحسب ، بل نطقه أيضاً : " نطقتك وأنت لم تعرفنى " " إ 45 : 5 " ... أى أعطاه القوة على ما يواجه من صعاب أو مشكلات . وقد صورها اللّه فى القول : " الذى أمسكت بيمينه لأدوس أمامه أمماً وأحقاء ملوك أحل لأفتح أمامه المصراعين والأبواب لا تغلق ، أنا أسير قدامك والهضاب أمهد . أكسر مصراعى النحاس ومغاليق الحديد أقصف " .. " إش 45 : 1 و 2 " إن اللّه سر قوة الإنسان من كافة الوجوه ، هو سر قوة الجسد والنفس والروح فينا ، إنه اللّه الذى به نحيا ونتحرك ونوجد ، فالجسد الصحيح أو العليل ، والذهن المقتدر أو الضعيف ، والروح الخامدة أو النشطة تعتمد جميعها على اللّه أولا وأخيراً ، ... وقوة الإنسان الأسرية ، من حيث عظمة البيوت أو ضآلتها ، وثروتها أو فقرها وعزها أو هوانها تحكمها الإرادة الإلهية فى كل شئ وقوة المجتمع أو تفككه ، وقيام الدول أو سقوطها ، وما يمكن أن تبلغه الأمة من ثروة أو مجد أو سلطان أو نفوذ أو قوة اقتصادية أو عسكرية أو عملية ، كل هذه يسيطر عليها السلطان الإلهى ، ... لقد نجح كورش بالقوة العسكرية مرات ، وبالحكمة المسيطرة دون إراقة دم مرات أخرى ، ووجد الطريق أمامه مفتوحاً دون جهد ، مرات ثالثة ، وذلك لأن سيد السماء أمسك بيمينه ، ونطقه ، وسار أمامه ، ومهد الهضاب والمشكلات ، ... وهو ما يفعله معنا على الدوام ، عندما يأخذ بأيدينا كما نأخذ بأيدى أولادنا الصغار ، ونفتح أمامهم السبيل ، والطفل فى حد ذاته لا يملك من الفهم أو المقدرة يجعله يتقدم هنا أو هناك فى الطريق الطويل البعيد الذى يسلكه ، وهو فى حاجة إلى اليد القوية التى تمسك به ، وتحميه من المهالك والأخطار ، وتدفع عنه الشرور والمتاعب ، وتنظم له ما يعجز هو عن إدراك تنظيمه وترتيبه ، كان كورش طفلا فى يد اللّه ، ... وهكذا أنت وأنا فى نطاق جهدنا ، وأمام معركة الحياة التى نواجهها أو نخوضها ، والانتصار الذى نبلغه أو نصل إليه !! .
كورش وثروته :
" وأعطيك ذخائر الظلمة وكنوز المخابى " " إش 45 : 3 "... إذ ساق إليه ما لم يكن يحلم به أو يتصوره من ثروات وكنوز ، . وإذا كانت مملكة ليديا والتى كان كريسوس ملكها يملك من الخزائن ما لا يخطر ببال إنسان ، قد خضعت له وأضحت واحدة من أملاكه فكم تكون كل الثروات التى تجمعت تحت يديه ، ... والسؤال الذى لابد منه هنا . هل جاءت الثروة كأسلاب حرب نتيجة جهد لكورش أو تدبير أو اقتصاد أو ما أشبه ؟ .. وهل تبنى ثروات الأمم نتيجة عبقريات رجال المال أو قدرة الاقتصاد فيها !! ؟ .. أو خزائن الطبيعة التى قد تكون فى أرضها وجبالها !! ؟ .. إن الجواب السهل على هذه كلها أنها قد تكون بهذا العامل أو ذاك أو غيره مما يقع تحت ذهن الناس أو أيديهم !! ... ولكن هذا الجواب ، إذا توقف عند هذا الحد يكون قاصراً أبلغ القصور ، ضعيفاً عن مواجهة الحقيقة الصادقة الصحيحة !! .. إن الثروة هى عطية مباشرة من اللّه ، " وأعطيك " .. وهى عطية تكشف عن المخبوء والخفى ، إذ أن المال بطبيعته ، يختفى داخل الأرض أو الخزائن .. فهو ذخائر الظلمة وكنوز المخابئ ، .... وحفظ الإنسان من الفقر أو الغنى لا يخضع للجهد البشرى ، أو القدرة الاقتصادية ، أو هذا أو ذلك من القواعد التى تحكم سعر الذهب أو الدولار أو ما أشبه من عملات ، بل يخضع أولا وأخيراً لسلطان اللّه : " ولئلا تقول فى قلبك قوتى وقدرة يدى اصطنعت لى هذه الثروة بل اذكر الرب إلهك أنه هو الذى يعطيك قوة لاصطناع الثروة " " تث 8 : 17 و 18 " لا تتعب لكى تصير غنياً ، كف عن فطنتك هل تطير عينيك نحوه وليس هو . لأنه إنما يصنع لنفسه أجنحة كالنسر يطير نحو السماء " " أم 23 : 4 و 5 " .. ذهب شابان أمريكيان ليبحثان عن الذهب ، وبعد جهد ، ضاق أحدهما بالبحث ، ورمى بالفأس ، وهجر المكان ، وبعد ساعة واحدة من رحيله عثر الآخر على الذهب ، وكان الذى رحل هو الكاتب الأمريكى مارك توين الذى احترف الكتابة ، وأصبح واحداً من أشهر الكتاب الأمريكيين ، .. إن أنصبة الناس وحظوظهم ومدى ما يبلغون فى القصة الأرضية ، إنما يرجع أولاً وأخيراً إلى يد اللّه التى تعطى ذخائر الظلمة وكنوز المخابئ!! .
كورش ورسالته :
وهذا آخر ما ننتهى به فى قصة الرجل ، إن كتاب التاريخ من اليونانيين الذين رصدوا قصته ، ركزوا على مجده العظيم ، وعبقريته العسكرية ، وعلى مملكته التى اتسعت فوصلت إلى بحر إيجه من الغرب ، وامتدت فى الشرق إلى المدى البعيد ، وغطت ما كان يطلق عليه مملكة آشور وبابل ، .. غير أن الوصف العبرانى للقصة لم يحفل بشئ من هذا كله ، .. فإن القصد الإلهى من القصة كان مركزاً فى شئ آخر ، إن هذا الرجل ، هو الرجل الوثنى الوحيد ، الذى أطلق عليه عبارة : " مسيح الرب " أو الممسوح من اللّه لرسالة معينة ، .. لقد كانت رسالته أن يعيد الشعب من السبى ، ويمكنه من بناء مدينته ، وهيكل اللّه ، .. كانت رسالته ، - وهو لا يعرف أو يدرى - إتمام مجد اللّه ، فى وقته وعصره ، .. ومن الغريب أن هذه هى رسالة الإنسان وهو لا يدرى فى خدمة القصد الإلهى ، حتى ولو لم يكن مؤمناً ، أو له شركة مع اللّه من كافة الوجوه !! .. ومن الثابت أن ملوك الأرض ورؤساءهم وعامتها ، ومواكب الأجيال ، مهما احتدم فيها الصراع ، أو تقلب أو تغير ، فإنها تسير وفق خطة أو خط أبدى ، حتى تنتهى الأرض وما عليها ، ويصبح ما فيها جميعاً ملكاً للرب ولمسيحه إلى الأبد !! .. آمين .

Admin
Admin
المدير العام
المدير العام

عدد المساهمات : 216
تاريخ التسجيل : 08/07/2010
العمر : 31

https://class2010.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى