تلمذة مع المسيح
ملكى صادق  00000000 N90rrh8femc2


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

تلمذة مع المسيح
ملكى صادق  00000000 N90rrh8femc2
تلمذة مع المسيح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» قداس ابونا بيشوي علي قناة c t v
ملكى صادق  00000000 I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 07, 2012 11:55 pm من طرف naderegyptair

» ترنيمة يا يسوع تعبان
ملكى صادق  00000000 I_icon_minitimeالخميس مارس 15, 2012 8:56 am من طرف زهرة المسيح

» هااااااااااااااااااام جدااااااااااااااااااااااااااااا
ملكى صادق  00000000 I_icon_minitimeالجمعة مارس 09, 2012 7:17 pm من طرف البابا كيرلس

» جسد القديس العظيم ماسربل
ملكى صادق  00000000 I_icon_minitimeالجمعة مارس 09, 2012 7:12 pm من طرف البابا كيرلس

» يسوع باعت رساله لاولاده النهارده
ملكى صادق  00000000 I_icon_minitimeالجمعة مارس 09, 2012 6:59 pm من طرف البابا كيرلس

» ارجو الصلاه من اجل البابا
ملكى صادق  00000000 I_icon_minitimeالجمعة مارس 09, 2012 6:50 pm من طرف البابا كيرلس

» لماذا اختار المسيح ان يموت مصلوبا
ملكى صادق  00000000 I_icon_minitimeالجمعة مارس 09, 2012 6:41 pm من طرف البابا كيرلس

» هل يوجد حلال وحرام فى المسيحية
ملكى صادق  00000000 I_icon_minitimeالأربعاء مارس 07, 2012 8:06 pm من طرف البابا كيرلس

» عارفة يعني إيه إحنا أصحاب ؟
ملكى صادق  00000000 I_icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 8:51 pm من طرف Admin


ملكى صادق 00000000

اذهب الى الأسفل

ملكى صادق  00000000 Empty ملكى صادق 00000000

مُساهمة من طرف Admin السبت مايو 07, 2011 1:09 am


من هو ملكى صادق !! ؟ ..
هذا هو السؤال الذى حير الناس جميعاً منذ أن ظهر الاسم على صفحات الوحى المقدس فى ثلاثة أماكن من الكتاب فى سفر التكوين ، والمزامير ، والرسالة إلى العبرانيين !! .. ويكفى أن نعلم كيف اختلف التفسير وتباعد حول شخصيته الغربية المدثرة بالأسرار !! ... فمن قائل إنه المسيح جاء إلى العالم قبل التجسد !! ؟ وكان ملكاً على أورشليم !! ... ومن قائل إنه واحد من الملائكة أرسله اللّه ليعيش بين الناس ، وليملك بالبر والسلام !! .. ومن معتقد أنه أخنوخ عاد مرة أخرى إلى الحياة الأرضية بعد أن نقله اللّه إليه ، ومن متصور أنه سام بن نوح الذى لم يكن قد مات بعد ، والتقى بابراهيم عند أبواب ساليم ، ... ومن مفكر أنه أيوب بعد تجاربه المريرة ، ...
ولعل الذى دفع الناس إلى ذلك ، هو أن هذه الشخصية بدت أمامهم كحزمة من النور، لمعت فى قلب الظلام والوثنية ، وكانت شديدة البهاء ، فى جلالها ومجدها وعظمتها ، ... فمن هو الرجل الذى يعلو على إبراهيم أبى المؤمنين ورأس الأمة العبرية ، ... ويباركه ، ويأخذ منه تقدمة العشور !! ؟ ومن هو ذلك الإنسان الذى يجمع فى شخصه الملكية والكهنوت ، الأمر الذي لم يعرفه العالم ، إلا فى المسيح النبى والكاهن والملك !! ؟ .. ومن هو هذا الذى يقدم الخبز والخمر ، كما قدم السيد لأتباعه وتلاميذه العشاء الربانى !! .. إن الكلام العظيم ، والصمت الأجل ، واللمعان الخاطف هى التى أعطت هذه الشخصية مقامها المرتفع فى كل التاريخ ، لتصبح رمزاً أو شبيهاً للسيد الأعظم فى سائر الأجيال ... ولأجل ذلك كان لابد أن نتعرض لدراستها ، مع ما فيها من جلال ومهابة وغموض ، ولعلنا نستطيع متابعتها فيما يلى :
ملكى صادق وشخصيته :
من الواضح أن ملكى صادق شخصية تاريخية لا شبهة فيها ، فالرجل الذى قابل إبراهيم فى رجوعته من كسرة كدر لعومر والملوك الذين معه ، وباركه ، وأخذ عشراً من الغنائم ، لابد أن يكون إنساناً ، ومن غير المتصور أنه أخنوخ ، أو سام بن نوح للسبب البسيط ، إن كلا الرجلين معروف أبوه ، وهو لا يمكن أن يكون المسيح قبل التجسد ، لأنه جاء مرة واحدة فى الجسد باللحم والدم ، فى ملء الزمان ، ... وهو لا يمكن أن يكون واحداً من الملائكة ، جاء ليحكم ويصبح ملكاً على ساليم ، لأن الملائكة - أساساً - جميعهم أرواح خادمة ، مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص ، ... وليست لهم أجساد بشرية ، ... ومن المستبعد أن يكون أيوب الذى سجل الوحى قصته من البداءة إلى النهاية ، وليس فيها أدنى إشارة إلى مركز الملك الذى وصف به ملكى صادق !! ... إن منشأ الخلط الذى دعا إلى هذه التصورات المختلفة المتعددة هو القول الذي وصف به : " بلا أب بلا أم لا بداءة أيام له ولا نهاية حياة " ... ولا شبهة فى أن المقصود بالتعبير الكتابى ، إن الرجل ظهر فجأة فى التاريخ دون سابق إعلان ، وانتهى أيضاً هكذا ، دون إشارة إلى نهايته ، ... ولا يعنينا من قصته ، إلا الجزء الكتابى المشار إليه ، باعتباره ملكاً وكاهناً على ساليم يبارك أبانا إبراهيم ، ويأخذ العشور منه ، ... وكما ظهر إيليا التشبى من مستوطنى جلعاد ، دون أن نعرف من أبوه أو أمه ، حتى أخذ إلى السماء فى مركبة نارية ، بعد أن أدى رسالته ، كأعظم ما يؤدى الأنبياء رسالتهم ، دون أن نشغل بنسبه أو أجداده ، هكذا رأينا ملكى صادق ، كاهناً وملكاً على أورشليم !
ولعله من واجبنا أن نقف بإجلال أمام الصمت الكتابى ، سواء عن ماضيه أو مستقبله فى القصة الأرضية ، قبل أن يؤخذ إلى المجد فى حضرة اللّه ، ويكفى أن نشير ، إلى دلالة التميز الفريد الذى يبدو نبوة عجيبة ، أو رمزاً ذا مغزى عظيم ، والذى فيه نرى أمميا يبارك إبارهيم أبا المؤمنين ، بل قد يكون الأمر أعجب ، إذا ذكرنا أنه واحد من سكان ساليم ، أو من أبناء كنعان بن حام الذى لعنه أبوه ، ... ولابد أن نقف هنا أمام كنز عظيم من النعمة الإلهية المذهلة للعقول : إن ابن حام هو الذى يبارك ابن سام ، وليس العكس ، ... وأن اللّه فى جلاله الأزلى قد أعطى الأممى ان يبارك رأس المؤمنين وأباهم " إبراهيم " ، وأن يؤكد من البدء أنه ليس لليهود فحسب بلا للأمم أيضاً!! ... وأنه ليس لأحد أن يتفاخر على آخر ، وأن ربا واحداً للجميع ، وقد أجزل نعمته بكل حكمة وفطنة ودون أدنى تفرقة . أجل ، كم يحق القول : "يالعمق غنى اللّه وحكمته وعلمه ، ما أبعد أحكامه عن الفحـــص وطرقـه عن الاستقصـــاء لأن من عرف فكر الرب أو من صار له مشيراً أو من سبق فأعطاه فيكافـــأ لأن منه وبــه وله كل الأشـــياء ، وله المجـــد إلى الأبـد آمين " . " رو 11 : 33 - 35 " .
وإذا كان الكتاب المقدس قد شغل بابراهيم ونسله ، فهو لا يقصد أن يعطينا صورة عن نسل الجسد ، بل نسل الموعد ، ولئلا يفتخر اليهودى بأية صورة من صور الافتخار ، فإن اللّه قد شاء أن يرسل فى قلب الكتاب صوراً من ألمع الصور الأهمية ، أمثال أيوب ، وراحاب ، وراعوث ، وملكة سبأ ، ونعمان السريانى ، وقائد المئة الذى أثار إعجاب المسيح ، إذ لم يجد إيماناً يماثل إيمانه فى كل إسرائيل ، وغيرهم ، ... ومع ذلك فليس بين هؤلاء جميعاً ، من تألق نوره وعلا على إبراهيم نفسه ، سوى ملكى صادق ملك ساليم !! .
فإذا ذكرنا أكثر من ذلك ، العصر الذى وجد فيه ، والبيئة التى عاش فى وسطها ، ألا يقودنا هذا إلى المنظر الأعجب الذى حدث بعد ذلك بألفى عام عندما التقى فيلبس بنثنائيل وقـال لـــــــه : " وجدنا الذي كتب عنه موسى فى الناموس والأنبياء يسوع ابن يوسف الذى من الناصرة . فقال له نثنائيل أمن الناصرة يمكن أن يكون شئ صالح : قال فيلبس : تعال وانظر !! ... ( يو 1 : 45 و 46) وإذا كان المسيح قد عاش فى الناصرة الآثمة دون أن يعرف خطية ، ... فإن الصورة المثيرة عن ملكى صادق أنه وهو كنعانى من أبناء حام ، عاش وحكم فى ساليم ملكاً للبر والسلام !! .. وعلى النحو المجيد العجيب الذى ألمحت إليه الكلمة الإلهية !! .. لقد كان ملكى صادق أشبه الكل بالزنبقة الجميلة ترتفع فى أرض الأوحال ، دون أن ينال منها الطين الذى خرجت منه ، وهى آية فى الجمال والروعة ، زكية الشدى ، عطيرة الرائحة !! ... فإذا ضممنا هذا كله ، فإن ملكى صادق يبدو أمامنا ذلك الشيخ الجليل ، المهيب الطلعة ، الواسع الحياة ، العميق النظرة ، والذى هو أشبه الكل بالقمة الشماء ترتفع فوق السفوح ، ويحق فيه قول كاتب الرسالة إلى العبرانيين : " مشبه بابن اللّه " ... " عب 7 : 3 " .
ملكى صادق كاهن اللّه العلى :
كان وجه الشبه الأول بين ملكى صادق والمسيح ، وهو فى الكهنوت ، وقبل أن ننطلق فى بحث أوجه الشبه ، من اللازم أن نلفت النظر ، إلى أن المسيح ، وإن كان قد جاء على رتبة ملكى صادق ، ... إلا أن ملكى صادق كان الرمز ، والمسيح المرموز إليه ، وكان كاتب الرسالة إلى العبرانيين دقيقاً وحصيفاً ، عند ما وضع هذه الحقيقة فى القول : " مشبه بابن اللّه " ولم يقل العكس أن ابن اللّه مشبه به ، فالمسيح يتعالى علو أبدياً على ملكى صادق ، ... غير أننا نستطيع إذا وضعنا الرمز إلى جانب المرموز إليه أن نتعرف على الواحد من الآخر ، فإذا كان ملكى صادق ككاهن لم نسمع منه إلا عبارات البركة لأبينا إبراهيم ، إلا أنه فى ضوء خدمة المسيح ، الذى جال يصنع خيراً، نستطيع تصوره ، وهو يسير هنا وهناك يقرب الناس إلى اللّه ، والناس يلتفون حوله ليستمعوا إلى الكلمة الإلهية ، ويقتربون إليه بضعفاتهم وخطاياهم ومشاكلهم ،متاعبهم وأمراضهم ، وهو يقترب بهم إلى اللّه ، ويقدمهم إلى عرشه ، وما من شك أنه كان الكاهن الذى يؤكد لهم أنه بدون سفك دم لا تحصل مغفرة ، وكان يقدم عنهم الذبيحة ، ويعلمهم معنى التوبة والعبادة الصحيحة أمام العلى ، ... ونحن لا نعلم كيف أخذ هذا الكهنوت من اللّه ، لكننا نعلم بكل يقين أنه أخذه منه ، مباشرة ، وبدون تسلسل أو وراثة بشرية ، وهو هنا يختلف عن الكهنوت اللاوى تمام الاختلاف ، ... كان كهنوت ملكى صادق " بلا نسب " أى لا يعتمد على الوراثة ، بقدر ما يعتمد على المؤهل الشخصى للكاهن ، .. أما الكهنوت اللاوى ، فقد كان يعنى بالشرعية أكثر مما يعنى بالمؤهلات الشخصية ، وكان على المنخرط فى سلكه أن يثبت أنه متسلسل من هرون ، وأن هذه السلسلة لم تنقطع أبداً ، ومتى ثبتتت فلا يوجد شئ آخر يمنعه من هذه الوظيفة ، وإذا أراد أن يتزوج فعلى زوجته أن تثبت أنها ابنة كاهن ، وعليها تثبت تسلسلها لأربعة أجيال ماضية ، وإذا لم تكن ابنة كاهن ، فعليها أن تأتى بشهادة تثبت أنها من ذات السلالة رجوعاً إلى خمسة أجيال سابقة ... ولعل هذا يلاحظ بصورة واضحة عندما عاد اليهود من السبى إلى أورشليم ، وقد رفضت بعض العائلات الكهنوتية لأنها لم تستطع أن تقدم السجلات الرسمية الموثوق بها ، والتى تثبت تسلسلها من هرون ، ولأجل هذا السبب حرم أفرادها من الكهنوت إلى الأبد !! ... " عزرا 2 : 62 " وكان كهنوت ملكى صادق - إلى جانب ذلك - غير مقيد بالزمن " لابداءة أيام له ولا نهاية حياة " ... وهو يختلف بذلك عن الكهنوت اللاوى الذى تنتهى فيه خدمة الكاهن بالموت ، ويحمل محله آخر ، ... فإذا أضيف إلى هذا أن رئيس الآباء ، ولاوى فى صلبه قد أعطى العشر لملكى صادق ، وباركه ملكى صادق ، وبدون كل مشاجرة الاصغر يبارك من الأكبر ، ... ومن هذا كله نستطيع أن نرى ملكى صادق رمزاً للرب يسوع رئيس الكهنة الأعظم ، وإذا كانوا يقولون إن كلمة " كاهن " فى اللغة اللاتينية تعنى : " بانى جسر " ، فإن المسيح على رتبة ملكى صادق ، وهو الذى بنى الجسر الأبدى بين أبناء اللّه و اللّه !! ... ومن حقنا أن نتوقف هنا قليلا لنرى بركة ملكى صادق لإبراهيم ، فى ضوء البركة التى يقدمها يسوع المسيح لأتباعه وتلاميذه وكافة المؤمنين من أبناء اللّه على وجه الأرض !! ... أخرج ملكى صادق لإبراهيم خبزاً وخمراً ليأكل ويتقوى بعد المعركة التى خاضها وأرجع لوطاً والأسلاب ، وهذا هو الرأى الراجح عند يوسيفوس وكلفن وكلارك . وروزنمولر ، وإن كان " لا يتفوت " يرى فى العمل رمزاً لتحول الأرض إلى أبى المؤمنين ، باعتبار أن الخبز والخمر هما أكرم ما تقدم الأرض ، ويتصور " ديلتش " ، أن الأمر يشير إلى السلام والرفاهية والحرية التى أعادها إبراهيم إلى الأرض باستردادها من الغاصبين ، ... ويهتم بشئ بالإشارة إلى أن الخبز والخمر ، هما بركة المؤمنين ، وكانا الرمز الذى جاء به المسيح فى الفريضة المباركة ، فريضة العشاء الربانى !! ... ومن الواضح أنه كما أعطى ملكى صادق لإبراهيم - العائد من الحرب متعباً مكدوداً مجهداً - الخبز والخمر ، .. فإن المسيح فى شركته الروحية المقدسة يقدم لنا العشاء الربانى ، ونحن فى طريقنا إلى أورشليم العليا ، ليرفعنا فوق أبهاء الحياة ، ومعاناة المعارك مع الخطية والجسد والعالم والشيطان !! .. وقد قدم ملكى صادق الخبز والخمر مصحوبين بالبركة لأبى المؤمنين ، وقد ضمن هذه البركة الشكر للّه الذي أعانه فى المعركة ، وأسلم الأعداء بين يديه ، ... ولا حاجة إلى القول إنه لم يأتنا نصر فى حياتنا كمؤمنين إلا من اللّه وببركته لهذه الحياة ، فى أصغر الأمور أو أكبرها على حد سواء !! ... كما أن البركة منحت لأبى المؤمنين ، وهو يقدم الخدمة النبيلة للآخرين دون بحث عن مطمع أو غاية ذاتية ، ... وهو ما يفعله اللّه معنا على الدوام ، عندما نتجرد من الذات ، ونذهب لمساندة البائس والضعيف والمحتاج والمنكوب والمغلوب على أمره ، فى معارك الحياة وظروفها المنوعة المختلفة على الأرض !! ..
وكان ملكى صادرق الرمز العظيم فى العهد القديم لذاك : الذى " يبقى إلى الأبد ، له كهنوت لا يزول . فمن ثم يقدر أن يخلص إلى التمام الذين يتقدمون به إلى اللّه إذ هو حى فى كل حين ليشفع فيهم . لأنه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا قدوس بلا شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السموات ، الذى ليس له اضطرار كل يوم مثل رؤساء الكهنة أن يقدم ذبائح أولا عن خطايا نفسه ثم عن خطايا الشعب لأنه فعل هذا مرة واحدة إذ قدم نفسه ، فإن الناموس يقيم أناساً بهم ضعف رؤساء كهنة. وأما كلمة القسم التى بـعد النامــوس فتقيــــم ابناً كاملا إلى الأبد " " عب 7 : 24 - 28"!!.
ملكى صادق ملك البر :
كان ملكى صادق أيضاً ملك البر ، وهو أولا ملك البر ، قبل أن يكون ملك السلام ، لأن البر هو الأساس ، والسلام هو البناء الذى يقوم عليه ، البر هو الشجرة ، والسلام هو الثمر الذى تصنعه شجرة البر..، وقد صوره جورج ماثيسون فى صلاته التى لحقت الحديث عن شخصيته ، بأنه الزهرة النقية فى الأرض قبل أن ينزح إليها الكنعانى ، وحبة الحنطة فى وسط الزوان حيث يوجد الكنعانيون ، والبستان الجميل فى البرية القاحلة ، وإذا كان الكنعانيون فى داخل النفس البشرية ، هم العادات الأولى والتجارب القديمة ، فإن ملكى صادق ، هو الرغبة الصادقة للحياة الأفضل ، وملكى صادق يمتلك البر الذى ليس له ، البر الذى فى المسيح يسوع ، بنفس الصورة التى اكتسب بها هابيل هذا البر : " بالإيمان قدم هابيل اللّه ذبيحة أفضل من قايين فبه شهد له أنه بار إذ شهد اللّه لقرابينه " " عب 11 : 3 "... وليس لهابيل أو ملكى صادق أدنى بر ذاتى ، بل بره يستند إلى هضبة الجلجثة ، إلى صليب ربنا يسوع المسيح ، ... وهو بهذا المعنى ، مبرر أو برئ من كل خطية ، على حساب من حل محله على خشبة الصليب ، فبره مكتسب من ذاك الذى : " هو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحيره شفينا ، كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا ... أما الرب فسر بأن يسحقه بالحزن . إن جعل نفسه ذبيحة إثم يرى نسلا تطول أيامه ومسرة الرب بيده تنجح . ومن تعب نفسه يرى ويشبع . وعبدى البار بمعرفته يبرر كثيرين وآثامهم هو يحملها " " إش 53 : 5 و 6 و 10 و 11 " .. على أن ملكى صادق وقد اكتسب هذا البر النيابى ، كان ولا شك الرجل المشوق إلى حياة القداسة والصلاح ، وربما لم يكن هناك فى جيله من كان يكره الخطية بقدر كراهيته هو لها ، وربما لم يكن هناك من يدعو الناس إلى الحياة الأسمى والأعلى والأقدس والأجل ، كما دعا هو ، ... ومن الممكن تتصوره - فى حدوده الجزئية ولا شك - أشبه بابن اللّه البار الذى عاش فى أيام جسده حياة البر والصدق والكمال والأمانة والقداسة،... فى أرض امتلأت باللوثة والدنس والفجور والإثم والشر ، ... ولقد عاش ملكى صادق هذا البر ، بروح المسيح الساكن فيه ، والمسيطر على حياته ، أو كما يصفه ماثيسون : " تصور معى الرجل يعيش فى المجتمع البدائى وله السجايا النبيلة الطاهرة ، وهو فى الخصال لطيفاً ، وفى التقوى حاراً ، وفى المشورة حكيما ، وفى الحديث بليغاً ، والناس يفدون إليه من التلال والوديان المجاورة ، ويلتف حوله الفلاحون ليسمعوا أقواله عن اللّه ، وتصوره وهو لا يكف عن التجول بينهم ، يسأل عن سلامتهم وحاجتهم ، فيسارع لإغاثة الملهوف وإقامة العاثر ، وتصوره فى مرضهم يذهب إليهم ، ويصلى من أجلهم ، وأن اللّه يستمع لصلاته فيشفيهم ، ألا يجعل - هذا - الناس ، برغم جهلهم بالخير ، يحسون القوة تجذبهم للخير ؟ وألا تجعلهم يكنون له التجلة والإكبار ، فيبايعونه الولاء والإخلاص ليتحدث عنهم إلى اللّه ؟ " ... كان هذا الرجل حقاً ملك البر !! ..
ملكى صادق ملك السلام :
كان " ملكى صادق " ملك ساليم أو ملك السلام ، وقد كان حكمه فى ساليم - التى أضحت فيما بعد أورشليم - مطلقاً ، ومع أننا لا نعلم على الإطلاق كيف كان يحكم ساليم ، إلا أنك تستطيع أن تتعرف عليه إذا نظرت إلى سيده وشبيهه الأعظم ، يسوع المسيح ملك السلام، وهل حمل المسيح سلاحاً على الأرض ، وهل علم أتباعه فى الأرض أن يحملوا السلاح ؟ وهل طالب بناموس العين بالعين والسن بالسن ؟ كلا ، بل هو القائل : " سمعتم أنه قيل عين بعين وسن بسن ، وأما أنا فأقول لكم : لا تقاوموا الشر . بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضاً . ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضاً . ومن سخرك ميلاً فاذهب معه اثنين ، من سألك فأعطيه ، ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده . سمعتم أنه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك ، وأما أنا فأقول لكم : أحبوا أعداءكم ، باركوا لاعنيك ، أحسنوا إلى مبغضيكم . وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم ، لكى تكونوا أبناء أبيكم الذى فى السموات ، فإنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين ، ويمطر على الأبرار والظالمين ... فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذى فى السموات هو كامل " " مت 5 : 38 - 48 " ..
ولعله من الملاحظ أن المعارك التى دارت ودخل فيها إبراهيم من أجل لوط ، لم يكن لملكى صادق أدنى شركة أو نصيب فيها ، ... فهو الرجل الذى عاش فى جيله دون أن يعتمد على سيف أو رمح ، ولم ينظم جيشاً يحمى عرشه ، ولم يقم الحصون القوية حول عاصمة ملكه ، بل لم يشتبك فى حرب مع أحد ، ولم يكن له عدو ، لقد قام ملكه على الهدوء والاستقرار ، ودعى بين بنى جيله ملك السلام !! .. كان هذا كما يقول جورج ماثيسون ، أعجوبة الحاكم الذى يحكم بدون سلاح ، لأن الناس اعتادوا فى تلك الأزمنة ألا يكون سلام بدون سلاح ، أو استتباب أمن بدون استبداد .. كيف عاش الرجل بهذه القوة الخارقة ، وهو أعزل ، وكيف أمكنه أن يحكم شعباً شرساً دون تهديد أو وعيد ؟؟ ، تلك هى الأعجوبة حقاً !! ..
إن السؤال الذى ما يزال باقياً ، ونحن بصدد قصة ملكى صادق ، هو إلى أى حد تأثرت ساليم بحكم الرجل ؟ وهل تجاوبت معه ، أم عاملته معاملة ذاك الذى بكى على أورشليم ، وهو يدخل ملك السلام ، راكباً على جحش ابن أتان ؟ .. والذى كان قد سبق فقال لها : " يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها ، كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ، ولم تريدوا . هو ذا بيتكم يترك لكم خراباً " .. " مت 23 : 37 " ومع أن الكتاب يصمت عن الجواب ، إلا أنه فى مقدورنا أن تؤكد أن الرجل لم يكن من الممكن أن يسمى ملك السلام ، ما لم يكن قد ترك طابعه العميق فى المدينة الصغيرة التى أضحت فيما بعد مدينة أورشليم ، ..
فى جزيرة صغيرة فى المحيط الباسفيكى اسمها " راتانوجا " نهض رجل عجوز فى اجتماع دينى هناك ليقول : " لقد عاصرت فى هذه الجزيرة حكم أربعة ملوك ، كان الملك الأول ملك حرب ، عاش طوال حياته يحارب ، وكان عصره عصراً عصيباً ، وجاء الثانى فى إثره ، وكان ملك المجاعة ، إذ استولت المجاعة على الجميع ، حتى أكلنا الجرذان والأعشاب ، ... وكان الملك الثالث ملك الهزيمة ، إذ هزمت جزيرتنا ، ولعقت مرارة الهزيمة !! .. وفى هذا التاريخ جاء ملك آخر ، ملك عظيم ، ملك صالح ، ملك سلام ، ملك محبة ، يسوع من السماء ، وقد انتصر على قلوبنا ، وحقق لنا السلام والخير والوفرة فى العالم الحاضر ، ويحقق لنا الرجاء فى العالم الأبدى !! .. " . ربما تعجز عن متابعة الطريقة التى حكم بها ملكى صادق فى ساليم محققاً السلام العظيم الذى ربما لم تعرف المدينة فى تاريخها الطويل الكثير شبيهه أو نظيره !! .. ولكنى أستطيع أن أفهم السلام الذى يعنيه ويعيشه وينشده ، إذا ذكرت أنه السلام المرتبط بالبر، وهو السلام الذى جاء به المسيح سيدنا مخلص العالم ، .. وقال : " سلاماً أترك لكم ، سلامى أعطيكم ، ليس كما يعطى العالم أعطيكم أنا لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب " " يو 14 : 27 " ... قال وليم باركلى فى تعليقه على قصة ملكى صادق : إن هناك فروقاً جوهرية بين سلام المسيح ، وسلام العالم ، ... فالعالم يبحث عن السلام عن طريق الهروب ، كمن يذهبون إلى السينما ، أو الباحثين عن أضواء المدينة ومباهجها وملاهيها ، وهو نوع من الهروب الوقتى ، لا يلبث بعدها الهاربون إلا قليلا ، حتى يعودوا مرة أخرى إلى متاعبهم ومشاكلهم .. ومثل هذا الهروب ليس إلا بمثابة الدواء المسكن ، ولا يصلح أن يكون علاجاً شافياً !! .. والنوع الثانى من سلام العالم ، وهو سلام المراوغة ، بمحاولة تأجيل المشكلة ، وطردها إلى العقل الباطن ، وإسدال ستار النسيان عليها ، ... ومهما كانت المراوغة ، فإن أحداً لا يستطيع أن يحل مشكلته ، برفضه النظر إليها ، وكبتها ، ونحن نعلم ماذا يفعل الكبت ، الذي مرات كثيرة ما يكون أشبه بالقنبلة التى إذا انفجرت تدمر كل شئ !! ..
وهناك النوع الثالث من السلام العالمى ، وهو سلام المساومة ، وهو محاولة الحصول على السلام دون التشدد فى التمسك بالمبادئ ، ولا بأس من النزول بها إلى المستوى الخفيض ، .. والمساومة مهما طال أمدها ، لا يمكن أن تنتهى بالراحة ، إذ أنها تترك أطراف المشاكل بلا حل ، وتنتهى إلى نوع من التوتر الخفى أو الظاهر ، والتوتر معناه حتما الانزعاج والقلق !! .. إن السلام الصحيح ، هو السلام الإلهى ، سلام البر ، وهو السلام أولا وقبل كل شئ مع اللّه ، ... وهو سلام الغفران ، السلام الذى غنى به داود فى مزموره قائلا : " طوبى للذى غفر أثمه وستترت خطيته ، طوبى لرجل لا يحسب له الرب خطية ولا فى روحه غش " " مز 32 : 1 و 2 " .. إن لمسة بسيطة للجرح كافية لأن تجعل صاحبه يئن ويشكو ... وصوت حاكم مصرى أيقظ ضميراً نام عشرين عاماً عند إخوة يوسف : " حقاً إننا مذنبون إلى أخينا الذى رأينا ضيقة نفـــسه لما استرحمنا ولم نسمع ، لذلك جاءت علينا هذه الضيقة " " تك 42 : 21". فى قصة للكاتبة الإنجليزية " جورج " اليوت تتحدث عن رجل اسمه عاموس برتون، يجلس بجوار قبر زوجته نائماً صائحاً : مللى مللى .. ألا تسمعينى ... ألا تغفرين لى !! ؟ لم أكن رقيقاً معك ولم أفكر فى هذا إلا الآن !! ؟ .. لكن الموتى لا يسمعون !! .. والموتى لا يغفرون .. " ولا سلام قال الرب للأشرار " إش48 : 22"..، وهذا السلام لا يأتى إلا بيقين الغفران ، .. " فإذا قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع اللّه بربنا يسوع المسيح الذى به أيضاً قد صار لنا الدخول بالإيمان إلى هذه النعمة التى نحن فيها مقيمون " " رو 5 : 1 و 2 " ... ومتى تحقق هذا السلام ، فسنعيش فى سلام مع النفس ، ونعيش فى " ساليم " مع الناس ، مهما أحاطت بنا الزوابع والعواصف فى الحياة !! ..
وأخيراً هل كان اللقاء بين إبراهيم وملكى صادق بعد الرجوع من كسرة كدر لعومر ومن معه من الملوك على مقربة من ساليم رمزاً وإشارة للقاء أعظم وأمجد وأجل فى أورشليم السماوية ، حيث تكسر الخطية إلى الأبد ، ويسود الملك ، ملك الملوك ورب الأرباب ، ملك البر والسلام إلى دهر الدهور ؟!! لعل هذا هو الأمل الذى يجعلنا نصيح على الدوام .. " آمين تعال أيها الرب يسوع !! .. " رؤ 22 : 20 " .

Admin
Admin
المدير العام
المدير العام

عدد المساهمات : 216
تاريخ التسجيل : 08/07/2010
العمر : 31

https://class2010.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى