مواضيع مماثلة
بحـث
المواضيع الأخيرة
كورش 0000000000
تلمذة مع المسيح :: ++الكتاب المقدس++ :: ++الكتاب المقدس ++ :: ++رجال ونساء الكتاب المقدس++ :: رجال الكتاب المقدس
صفحة 1 من اصل 1
كورش 0000000000
كورش من هو :
كان كورش بن قمبيز الأول ، وقد ورث عن أبيه مملكة صغيرة لكنه حولها إلى الإمبراطورية الفارسية العظيمة ، وقد كتب عنه زينفون وهيرودت ومن الكتابات اليونانية عن كورش نجد أن اليونانين يمجدون الرجل ويعظمون خصاله وصفاته ، فهو عندهم من الأمثلة القليلة النادرة فى التاريخ فى الشجاعة ، والحلم ، والكرم ، والسماحة ،والحكمة ، وقد تزوج ابنة داريوس المادى ، والذى اشترك معه فى الهجوم على بابل ، وكان كورش يحمل توقيراً كاملا للرجل ، ولم يخلف حموه ورثة ذكوراً فأصبح كورش وارثاً للملكة المادية بدون إراقة دماء ، وكانت هذه المملكة تمتد إلى أشور وما بين النهرين وسوريا وكبدوكية ، .. كما امتد ملكه فى آسيا الصغرى ، واستولى على ليديا التى كانت أغنى مملكة فى ذلك الوقت ، وكان ملكها كريسوس يفاخر بأنه أغنى وأسعد إنسان على ظهر الأرض ، إلى درجة أنه كان يفتح خزائنه وكنوزه ليأتى الناس من مشارق الأرض ومغاربها ، ليروا عظمته ومجده ، وقيل إنه دعا ، لهذا السبب ، صولون الحكيم اليونانى ، ووجه له الســـــؤال : " من يظن أنه أسعد إنسان على الأرض " ، وهو يظن أن صولون سيسارع بالقول إن كريسوس هو أسعد إنسان ، ... وحدثهم صولون عن أناس عاديين ، عن تلوس الأثينى الرجل الذى عاش هادئاً سعيداً فى بلاد اشتهرت بالعدالة والحق ، ودافع عن بلاده ، وترك أولاداً أبرراً أوفياء ، وعن كليبوس وبيتوس الأخوين اللذين من أرغوس ، وكانا من ذوى الثروة والجاه والقوة ، ولكن فضيلتها الكبرى كانت حبهما الشديد بعضها لبعض ، ولأمهما ، ... وقد أركباها مرة عربة ، وإذ لم يجدا خيلا لجرها جر كلاهما العربة ستة أميال ، وماتا من الإعياء ، فطوبتها النساء ، وأثنى الرجال على ولديها ... وساء كريسوس أن يفضل صولون عليه هؤلاء ... ولكن الحكيم اليونانى أجاب : إن السعادة ياسيدى ليست فى الذهب أو الكنوز ، فكم من أصحابها أشقياء ، كما أنها قد تنتهى فى لمح البصر ، ... وفقد كريسوس ابنه الوحيد ، أثر حادث صيد ، ودخل كورش مملكته، وأمر بحرقه ، ... وعندما وضعوه على كومة الخشب ، صرخ : صولون ... صولون!!... وإذ استمع كورش إلى القصة عفا عنه ، لئلا يحدث مع كورش ما حدث مع الرجل !! ... ومن المعروف أنه فتح بابل مع داريوس بحيلة عجيبة ، إذ حول نهر الفرات إلى مجرى آخر ، ودخل المدينة من مسار النهر ، الأمر الذى لم يخطر ببال بيلشاصر على الأطلاق . كان على أيه حال الرجل الذي تصوره الميثولجيا اليونانية كالملك السوبرمان العظيم !! ..
كورش واسمه :
ما من شك بأن قمبير الأول أبا كورش ربما هو الذى سمى ابنه بهذا الإسم أو ربما شاركت أمه " ماندين " ابنة استايجيس الملك المادى فى إعطاء الاسم ، أو ربما جاء الاسم على عادة الملوك من اختياره هو !!! ... لكن الحقيقة الثابتة أن هذا الاسم ، سواء نطق به أبوه أو أمه ، أو أى شخص آخر استحسنه كان من اللّه..، والاسم عند اللّه قوام الشئ أو الشخصية ، ففى المزمور المائة والسابع والأربعين ، ... هذه الكواكب التى يعجز العلماء عن عدها وإحصائها ، مهما أوتوا من خارق الفهم والمعرفة ، ليست معدودة عند اللّه فحسب بل كل واحد له اسمه : " يحصى عدد الكواكب يدعو كلها باسماء " " مز 147 : 4 " ... وهو نفس الأمر الذي قاله إشعياء : " ارفعوا إلى العلاء عيونكم وانظروا من خلق هذه ؟ من الذى يخرج بعدد جندها يدعو كلها بأسماء؟ لكثرة القوة وكونه شديد القدرة لا يفقد أحد " " إش 41 : 26 " وليس الأمر قاصراً على الكواكب أو النجوم أو ذلك العالم العجيب الذي يملا الفلك ، بل كل صغير مهما صغر شأنه ، وكل دبيب على الأرض ، ليس معروفاً عند اللّه فحسب ، بل له كيانه واسمه أمام الإله العلى ، وأكثر من هذا وذاك ، أو قبل هذا وذاك أسماء المؤمنين ، فأسماءونا عند اللّه كل واحد على حدة ، ... ألم يقل السيد المسيح : " بل أخرجوا بالحرس أن أسماء كم كتبت فى السموات " " لو 10 : 20 " ... " فيدعو خرافه الخاصة بأسماء " ؟ " يو 10 : 3 " ويقول الرسول بولس : " نعم أسألك أنت أيضاً باشريكى المخلص ساعد هاتين اللتين جاهدتا معى فى الإنجيل مع اكليمندس أيضاً وباقى العاملين معى الذين أسماؤهم فى سفر الحياة " " فى 4 : 3 " … فإذا ذكرنا هذا كله تبدوا أمامنا قصة الوجود العجيبة ، لا فرق فيها بين أكبر كوكب ، وبين النملة الصغيرة التى تدب على الأرض ، كلها مدرك ومعروف ولا تغيب عن عين اللّه ، …وكلها لها سفرها الخاص بين يديه تعالى ، وهى مهما تسامت عن عد الذهن البشرى ، فإنه يتعامل مع كل واحد منها على حدة . بل لعله من المناسب أن نشير إلى أنه بالقياس إلى اللّه جل جلاله ، ليس هناك كبير تجاهه ، فأكبر كوكب والنملة الصغيرة هما صغيران إلى درجة العدم بالنسبة له ، ولا فرق بين حجميهما بالنسبة لمالئ السموات والأرض، … وفى الوقت عين فإنهما مهما صغرا بهذا المعنى ، فهما كبيران من حيث الاهتمام والعناية بها !! ..
كورش ولقبه :
إن الصورة التى تعطى لنا عن قصة كورش : " لقبتك وأنت لست تعرفنى " " إش 45 : 4 ".. وهى الحقيقة الثانية التى ينبغى أن نتوقف تجاهها ، فكورش لم يخرج إلى عالم الوجود ، ليعطى اسماً فحسب ، بل أكثر من ذلك ليعطى لقب الملك ، ونحن هنا ندخل فى دنيا الألقاب .. ولعله من المثير أن ندرك أن لقب " الملك " ولقب " البواب " ، لقب " القائد " ولقب " الجندى " ، لقب " الوزير " ولقب " الخفير " هذا الألقاب كلها معينة من اللّه ، ... وقد وعظ الواعظ الأمريكى " هوراس بوشنل " عظة مشهورة عن هذه الحقيقة وهو يعظ عن كورش ، تحت عنوان : " حياة كل إنسان خطة إلهية " ، والكتاب المقدس لا يترك أدنى شك فى ذلك ، فالمسيح أوضح هذه الحقيقة : بالنسبة لشخصه أمام بيلاطس البنطى فى قوله : " لهذا قد ولدت أنا . ولهذا قد أتيت إلى العالم لأشهد للحق " " يو 18 : 37 " .. وأنت إذا تابعت إبراهيم ويعقوب ، ويوسف ، وموسى ، وصموئيل ، وبولس ، وغيرهم - ستجد هذه الحقيقة واضحة المعالم ، ثابتة الكيان ... ويرى هوراس بشنل ، أن هذه الحقيقة قد تكون خفية بالنسبة للبسطاء والدهماء من الناس ، والمجهولين وغير المعروفين من بنى الإنسان ، ... لكن الحقيقة ليست قاصرة ، على العظماء ، بل تشمل أصغر الناس أيضاً !! ... وهذا يعطى إثارة ما بعدها إثارة للذهن البشرى ، ... إذا نحن نمثل أدوارنا على المسرح الإنسانى فى رواية رسمها اللّه ، وخططها لكل واحد منا ، ... والدور مهما يكن صغيراً أو كبيراً ، فإنه عظيم أمام اللّه ، متى أداه الإنسان بأمانة بين يديه تعالى ، ... قال يوحنا المعمدان عن نفسه إنه ليس أهلا لأن ينحنى ويحل سور حذاء يسوع المسيح ، ... وشهد السيد فى نفس الوقت ، أنه لم يقم بين المولودين من النساء من هو أعظم من يوحنا ، ومن الملاحظ أن مجئ يوحنا كخادم للمسيح ، وسابق لميلاده بشهور قلائل ، كان جزءاً من الخطة الإلهية التى عينت له دوره المرتبط بدور المسيح ، ولأجل ذلك لم يأت ابن زكريا وأليصابات ، كما كان يحلم أبوه وأمه فى شباب حياتهما ، بل تأخر ميلاده ، لارتباط رسالته بيسوع المسيح ، ... والخطة الإلهية ، كما ينبغى أن تفهم ، محددة لكل شخص ومعينة ، ومضبوطة له ، من وجهتين ، فدوره على المسرح لا يختلط بدور غيره ، وكما يحدد المؤلف أو المخرج الكلمات أو الحركات أو الإشارات أو الأعمال الخاصة ، ولا يجوز لغيره أن يفعلها ، هكذا حدد اللّه لكل واحد منا نهج الحياة الذي سيسلكه ، واتساع الدور أو ضيقه ، وظهوره أو اختفاؤه أمام الآخرين ، ... لكن الوجهة الثانية أن الدور مرتبط بأدوار الآخرين أيضاً ، فالمرء منا لا يظهر على مسرح الحياة مستقلا منفرداً بنفسه ، بل سيظهر فى علاقته بأدوار الآخرين أيضاً ، ... وعلى هذا الأساس وضع المؤلف الأعظم الرواية ويخرجها بالنسبة لكل واحد منا ، وموقعه فى التاريخ أو الظروف أو الأحداث أو العصور أو الأجيال ، ... وليس لأى إنسان منا أن يتفاخر أو يتذمر على حظه فى رواية الحياة ، ... وكلنا أشبه بالقصة القائلة إن الورق والقلم والحبر تشاحنت أيها أعظم فى الرواية المكتوبة ، واستمع المؤلف إلى المشاحنة وابتسم لأنها جميعاً لا تستطيع أن تعمل شيئاً بدونه هو ، ... إذ هو الصانع والجامع والرابط بينهما ، وجمال الرواية لا يقف كثيراً عند ورق الكتاب أو نوع القلم أو الحبر الذى كتبت به ، بل يرجع أولا وأخيراً إلى المادة التى أخرجها ذهن المؤلف أو صنعها بعبقريته وفهمه !! .. إن أية مهنة على هذا الأساس تصبح مقدسة متى فهمناها بهذا المعنى ، وأى تعاون مع الآخرين يضحى أمراً الهيا ، متى أدركنا هذه الحقيقة ، ... بل حتى نوع الرواية تظهر عظيما ومثيراً مهما كان لونه الدرامى أو التراجيدى أو المسر أو المبهج ، أو ما أشبه من ألوان المسرحيات المختلفة فى الحياة ، ... ولا يجوز لأى إنسان أن يلعب دوره برخاوة أو إهمال أو كسل أو سلبية ، ... ومع أننا لا نستطيع أن ننفذ إلى ماوراء الستار لنرى ما هو المطلوب منا بالضبط ، ... وهل نجحنا فى إتمام الدور الإلهى فى حياتنا ، غير أن المثل الأوحد و الأعلى للنجاح هو شخص المسيح ، الذى قال على الصليب ، " قد أكمل " ، ويعتقد ، برشنل بأننا نستطيع الوصول إلى أعلى قدر من النجاح إذا تجنبنا بعض السلبيات وسلكنا فى الإيجابيات المطلوبة منا ، فيركز فيها على :
1- عدم الانفرادية : إذ لا نستطيع أن نفهم الخطة الإلهية ، فى انفراد عن اللّه أو الاستقلال بعيداً عن شيئين ، وما ذكره بوشنل عندما وعظ هذه العظة فى القرن الماضى ، منذ أكثر من مائة عام يتفق مع ما نادى به بلى جراهام ، عندما جاءه إنسان مخمور ، يقول له : لقد صنعت نفسى بنفسى ، وقال جراهام : الحمد للّه أنك لا تحمل اللّه مسئولية سكرك !! .. ومع أنه من أدق الأمور وأصعبها أن نفهم كيف يترك الإنسان مختاراً نعمة اللّه ، يصنع شره وسكره وعربدته ، إلا أنه واضح من قول الرسول بولس فى الأصحاح الأول من رومية : إن هناك نوعا من الاستبدال أو الاستحسان الذى يلجأ إليه الأشرار : " الذين استبدلوا حق اللّه بالكذب ... وكما لم يستحسنوا أن يبقوا اللّه فى معرفتهم أسلمهم اللّه إلى ذهن مرفوض ليفعلوا مالا يليق " ... " رو 1: 25 و 28 " فهل فى هذا الاستبدال أو الاستحسان ، ... ما يعنى أنه كانت هناك خطة إلهيه رسمها اللّه أولالهم ، ولكنهم رفضوها ، ... تلك مسألة يتركها متى هنرى للنزاع بين المدارس اللاهوتية المختلفة ، غير أننا نستطيع تبسيط الفكر إذا ما تمشينا مع أحد رجال الدين الذى صور رجلاً فى حلم ، يأتى إليه أحدهم ويسمعه نوعان من الموسيقى العظيمة الرائعة ، وإذ يسأل : من هو الموسيقى العظيم الذي وضع هذا اللحن ؟ . فيأتى الجواب: إنها موسيقاك أنت ، ولكنه يتعجب وهو يجيب : كلا ، فانا لا أعرف فى حياتى شيئاً من هذه الموسيقى .. ثم ينقله إلى كتاب يقرأ منه صفحات ممتازة !! .. ويقول هو إذ يسمع : ياله من مؤلف عظيم !! .. هل تعرف من هو هذا المؤلف !! .. فيقال له : أنت.. وإذ يجيب : أنا لم أكتب فى حياتى كتاباً ، وبالأولى لم أكتب مثل هذا الكلام على الإطلاق !! .. ثم ينقله إلى صور متعددة من ألوان الحياة وإذ يتعجب إذ أنها تنسب إليه، وهو لم يعرفها أو يرها ، يأتيه الجواب : إنك أنت فى هذه كلها كما قصد اللّه لك أن تكون ، ولكنك تخلفت لتأخذ الواقع الذي وصلت إليه !! ... إن أكبر مأساة يتردى فيها الشرير ، هو أنه بالذهن المرفوض الذى أسلمه اللّه إليه ، يستبدل كل شئ مجيد بما هو أسوأ وأحط وأشر وأقسى وأتعس !! ..
2- والصورة الثانية التى يشير إليها بوشنل هى عدم التقليد إذ إن اللّه خطط حياة كل واحد على حدة ، فليس هناك إنسان يمكن أن يكون نسخة كاملة من إنسان آخر ، وليس من الجائز أن آخذ أفكار الآخرين أو عواطفهم أو اختباراتهم أو أعمالهم كنموذج كامل لما يمكن أن يحدث معى ، إذ أن للّه وسائل متعددة خاصة بكل إنسان على حدة ، ... وأعمال اللّه ، ولو أنها قديمة منذ الأزل ، إلا أنها جديدة مع كل إنسان ، ... ويتفق الكثيرون مع الواعظ المذكور ، ويقولون إنه من الخطأ البين ، أن يكون اختبارى فى التجديد مثلا اختبار إنسان آخر بالضرورة ، فقد يأتى التجديد هادئاً عند واحد ، وعنيفاً عند آخر ، وملحوظاً من الناس عند ثالث ، وهكذا ، واللّه لا يتقيد بأسلوب واحد في معاملة أولاده جميعاً ، .. ومن واجبنا أن نتقبل معاملة اللّه الشخصية لكل واحد منا .
3- والسلبية الثالثة التى يشير إليها بوشنل " عدم التذمر " إذ لا يجوز أن أتصور أننى يمكن أن أكون أفضل لو أن ميلادى أو تدريبى أو أعمالى أو صعابى كانت تختلف عن الواقع الذى أعيشه ، .. فهذا كله خطأ كامل ، إذ أن الموازنة كلها بين الخدمة والإمكانيات بين يدى اللّه الذى يعرف كل الظروف ومتطلباتها !! ..
4- والسلبية والرابعة : عدم الشك ، فى أن اللّه إذ يعطينى الرسالة المعينة لن يمتنع عن كشف الخطة لى واقناعى بها ، وهو لن يكشف لى الخطة كاملة منذ الدقيقة الأولى، بل سيقودنى حتما ويرشدنى يوما وراء آخر ، من واجبى أن أكتفى بما يريد إعلانه لى، وأتبعه فى الطريق !! ..
ومن الواجهة الإيجابية يضع بوشنل بعض المبادئ التى تساعد الإنسان على إدراك المشيئة الإلهية فى الحياة .
1- وأولها طبيعة اللّه نفسه، فأنت لا تتوقع أو تنظر أن يقودك اللّه فى طريق لا تتفق مع طبيعته ، وأنه يكون من الختل والخطأ أن تتصور خطة يوافق عليها اللّه وهى ضد مشيئته وكمالاته الإلهية .
2- واستمع لصوت الضمير ، وانصت جيداً إلى ما يقول ، ودرب هذا الضمير ليكون دائماً بلا عثرة أمام اللّه والناس .
3- تأمل نواميس اللّه وكلمته المكتوبة ، فهى مرشد أمين فى الطريق لإنسان يستطيع أن يقول : " غريب أنا فى الأرض لا تخف عن وصاياك " " مز 119 : 19 "
4- كن دقيق الملاحظة للعناية الإلهية التى تستطيع أن تستمع إلى صوتها فيما يدربك اللّه عليه ، وتستطيع أن تتعلم الكثير من دروسها .
5- استمع إلى نصيحة الأصدقاء الخبيرين فى معرفة الطرق الإلهية ، وستجد منهم إرشاداً كبيراً لما سبق أن اختبروه فى معرفة السبيل الإلهى فى الحياة ..
6- وإلى جانب هذا كله إلجأ إلى اللّه واطلب ، بعمق ، مشورته وإرشاد روحه القدوس فيك !! ... والذين تعودوا الارتماء بالإيمان والصلاة فى حضرة اللّه ، سيجدون الطريق الحكيم العظيم السماوى ، وإذا كان اللّه قد أعطى كورش خطته ، وهو رجل وثنى ، فبالأولى سيعطيها اللّه لى ولك نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور !! ..
كورش وقوته :
إن اللّه لم يلقب كورش فحسب ، بل نطقه أيضاً : " نطقتك وأنت لم تعرفنى " " إ 45 : 5 " ... أى أعطاه القوة على ما يواجه من صعاب أو مشكلات . وقد صورها اللّه فى القول : " الذى أمسكت بيمينه لأدوس أمامه أمماً وأحقاء ملوك أحل لأفتح أمامه المصراعين والأبواب لا تغلق ، أنا أسير قدامك والهضاب أمهد . أكسر مصراعى النحاس ومغاليق الحديد أقصف " .. " إش 45 : 1 و 2 " إن اللّه سر قوة الإنسان من كافة الوجوه ، هو سر قوة الجسد والنفس والروح فينا ، إنه اللّه الذى به نحيا ونتحرك ونوجد ، فالجسد الصحيح أو العليل ، والذهن المقتدر أو الضعيف ، والروح الخامدة أو النشطة تعتمد جميعها على اللّه أولا وأخيراً ، ... وقوة الإنسان الأسرية ، من حيث عظمة البيوت أو ضآلتها ، وثروتها أو فقرها وعزها أو هوانها تحكمها الإرادة الإلهية فى كل شئ وقوة المجتمع أو تفككه ، وقيام الدول أو سقوطها ، وما يمكن أن تبلغه الأمة من ثروة أو مجد أو سلطان أو نفوذ أو قوة اقتصادية أو عسكرية أو عملية ، كل هذه يسيطر عليها السلطان الإلهى ، ... لقد نجح كورش بالقوة العسكرية مرات ، وبالحكمة المسيطرة دون إراقة دم مرات أخرى ، ووجد الطريق أمامه مفتوحاً دون جهد ، مرات ثالثة ، وذلك لأن سيد السماء أمسك بيمينه ، ونطقه ، وسار أمامه ، ومهد الهضاب والمشكلات ، ... وهو ما يفعله معنا على الدوام ، عندما يأخذ بأيدينا كما نأخذ بأيدى أولادنا الصغار ، ونفتح أمامهم السبيل ، والطفل فى حد ذاته لا يملك من الفهم أو المقدرة يجعله يتقدم هنا أو هناك فى الطريق الطويل البعيد الذى يسلكه ، وهو فى حاجة إلى اليد القوية التى تمسك به ، وتحميه من المهالك والأخطار ، وتدفع عنه الشرور والمتاعب ، وتنظم له ما يعجز هو عن إدراك تنظيمه وترتيبه ، كان كورش طفلا فى يد اللّه ، ... وهكذا أنت وأنا فى نطاق جهدنا ، وأمام معركة الحياة التى نواجهها أو نخوضها ، والانتصار الذى نبلغه أو نصل إليه !! .
كورش وثروته :
" وأعطيك ذخائر الظلمة وكنوز المخابى " " إش 45 : 3 "... إذ ساق إليه ما لم يكن يحلم به أو يتصوره من ثروات وكنوز ، . وإذا كانت مملكة ليديا والتى كان كريسوس ملكها يملك من الخزائن ما لا يخطر ببال إنسان ، قد خضعت له وأضحت واحدة من أملاكه فكم تكون كل الثروات التى تجمعت تحت يديه ، ... والسؤال الذى لابد منه هنا . هل جاءت الثروة كأسلاب حرب نتيجة جهد لكورش أو تدبير أو اقتصاد أو ما أشبه ؟ .. وهل تبنى ثروات الأمم نتيجة عبقريات رجال المال أو قدرة الاقتصاد فيها !! ؟ .. أو خزائن الطبيعة التى قد تكون فى أرضها وجبالها !! ؟ .. إن الجواب السهل على هذه كلها أنها قد تكون بهذا العامل أو ذاك أو غيره مما يقع تحت ذهن الناس أو أيديهم !! ... ولكن هذا الجواب ، إذا توقف عند هذا الحد يكون قاصراً أبلغ القصور ، ضعيفاً عن مواجهة الحقيقة الصادقة الصحيحة !! .. إن الثروة هى عطية مباشرة من اللّه ، " وأعطيك " .. وهى عطية تكشف عن المخبوء والخفى ، إذ أن المال بطبيعته ، يختفى داخل الأرض أو الخزائن .. فهو ذخائر الظلمة وكنوز المخابئ ، .... وحفظ الإنسان من الفقر أو الغنى لا يخضع للجهد البشرى ، أو القدرة الاقتصادية ، أو هذا أو ذلك من القواعد التى تحكم سعر الذهب أو الدولار أو ما أشبه من عملات ، بل يخضع أولا وأخيراً لسلطان اللّه : " ولئلا تقول فى قلبك قوتى وقدرة يدى اصطنعت لى هذه الثروة بل اذكر الرب إلهك أنه هو الذى يعطيك قوة لاصطناع الثروة " " تث 8 : 17 و 18 " لا تتعب لكى تصير غنياً ، كف عن فطنتك هل تطير عينيك نحوه وليس هو . لأنه إنما يصنع لنفسه أجنحة كالنسر يطير نحو السماء " " أم 23 : 4 و 5 " .. ذهب شابان أمريكيان ليبحثان عن الذهب ، وبعد جهد ، ضاق أحدهما بالبحث ، ورمى بالفأس ، وهجر المكان ، وبعد ساعة واحدة من رحيله عثر الآخر على الذهب ، وكان الذى رحل هو الكاتب الأمريكى مارك توين الذى احترف الكتابة ، وأصبح واحداً من أشهر الكتاب الأمريكيين ، .. إن أنصبة الناس وحظوظهم ومدى ما يبلغون فى القصة الأرضية ، إنما يرجع أولاً وأخيراً إلى يد اللّه التى تعطى ذخائر الظلمة وكنوز المخابئ!! .
كورش ورسالته :
وهذا آخر ما ننتهى به فى قصة الرجل ، إن كتاب التاريخ من اليونانيين الذين رصدوا قصته ، ركزوا على مجده العظيم ، وعبقريته العسكرية ، وعلى مملكته التى اتسعت فوصلت إلى بحر إيجه من الغرب ، وامتدت فى الشرق إلى المدى البعيد ، وغطت ما كان يطلق عليه مملكة آشور وبابل ، .. غير أن الوصف العبرانى للقصة لم يحفل بشئ من هذا كله ، .. فإن القصد الإلهى من القصة كان مركزاً فى شئ آخر ، إن هذا الرجل ، هو الرجل الوثنى الوحيد ، الذى أطلق عليه عبارة : " مسيح الرب " أو الممسوح من اللّه لرسالة معينة ، .. لقد كانت رسالته أن يعيد الشعب من السبى ، ويمكنه من بناء مدينته ، وهيكل اللّه ، .. كانت رسالته ، - وهو لا يعرف أو يدرى - إتمام مجد اللّه ، فى وقته وعصره ، .. ومن الغريب أن هذه هى رسالة الإنسان وهو لا يدرى فى خدمة القصد الإلهى ، حتى ولو لم يكن مؤمناً ، أو له شركة مع اللّه من كافة الوجوه !! .. ومن الثابت أن ملوك الأرض ورؤساءهم وعامتها ، ومواكب الأجيال ، مهما احتدم فيها الصراع ، أو تقلب أو تغير ، فإنها تسير وفق خطة أو خط أبدى ، حتى تنتهى الأرض وما عليها ، ويصبح ما فيها جميعاً ملكاً للرب ولمسيحه إلى الأبد !! .. آمين .
تلمذة مع المسيح :: ++الكتاب المقدس++ :: ++الكتاب المقدس ++ :: ++رجال ونساء الكتاب المقدس++ :: رجال الكتاب المقدس
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء نوفمبر 07, 2012 11:55 pm من طرف naderegyptair
» ترنيمة يا يسوع تعبان
الخميس مارس 15, 2012 8:56 am من طرف زهرة المسيح
» هااااااااااااااااااام جدااااااااااااااااااااااااااااا
الجمعة مارس 09, 2012 7:17 pm من طرف البابا كيرلس
» جسد القديس العظيم ماسربل
الجمعة مارس 09, 2012 7:12 pm من طرف البابا كيرلس
» يسوع باعت رساله لاولاده النهارده
الجمعة مارس 09, 2012 6:59 pm من طرف البابا كيرلس
» ارجو الصلاه من اجل البابا
الجمعة مارس 09, 2012 6:50 pm من طرف البابا كيرلس
» لماذا اختار المسيح ان يموت مصلوبا
الجمعة مارس 09, 2012 6:41 pm من طرف البابا كيرلس
» هل يوجد حلال وحرام فى المسيحية
الأربعاء مارس 07, 2012 8:06 pm من طرف البابا كيرلس
» عارفة يعني إيه إحنا أصحاب ؟
السبت فبراير 25, 2012 8:51 pm من طرف Admin